ووخزتني سخريته، فشعرت بأن تجربتي تتهاوى في جرف الفشل، ووجدت نفسي وحيدة وسط رجال يشربون ويقهقهون، ويتوثبون لاختراق الحدود. وصكت أذني نكتة وقحة فاقتحمتني موجة هادرة من الاستياء والغضب، وقلت ببرود: حسبكم!
فنظروا إلي واجمين، فقلت بخشونة: كفاكم شربا!
فتساءل أحدهم: هل تجاوزنا حدود الأدب؟
فقلت دون مبالاة: أظن ذلك! - لعلها إشارة للانصراف؟
فقلت متمادية في الغضب: دون مناقشة!
وانتظرت وأنا على أسوأ حال أدور مع الهواجس وتدور معي. ولما رجع حوالي منتصف الليل، غاض البشر من وجهه حال وقوع عينيه علي. تساءل: خير؟! - لا خير البتة، إنه بيت وليس بخمارة. - ماذا حصل؟ - باختصار طردتهم، وافهم ما تشاء.
انحط على المقعد أمامي صامتا، ثم تمتم بعد صمت: انهار بناء شامخ.
فصمت بحدة: فوق رءوس مجموعة من السفلة. - خيبة أمل.
فسألته بغضب شديد: ألا تريد أن تفهم؟
فقال بهدوء شديد مثير: حسبتك أوسع إدراكا.
ناپیژندل شوی مخ