عند الغروب وصلت المركبة إلى شرفة منزل بجوار حديقة صغيرة للزهور، في الدور العشرين من برج عال. استقبلتهم فتاة جميلة، ليس لها ثديان بملامح غير معبرة عن بهجة الاستقبال، تشبه فتاة صينية. خدها وردي، بشرتها ناعمة، تلبس ثوبا وسروالا طويلا، مؤخرتها مغرية. سأل مروان نفسه: «تبدو هذه الفتاة حزينة، أهي مدبرة المنزل؟! سبحان الله تبدو أجمل منهن!»
ترجلت النسوة عن المركبة، وكذلك هو. دخل المنزل، فغر فوه دهشة وهو يشاهد جدرانه وأثاثه تتغير ألوانها، لم ير مثلها في حياته! زهور في الجدران تتفتح، تفوح نسيما عطرا في أرجاء المنزل. رأى بأن المنزل يرحب بالنسوة، تجول في المنزل والدهشة تلفه، لم يجد أبوابا للغرف حتى الحمام ليس به باب، رأى صالة أنيقة فيها ثمانية كراسي وطاولة مدهشة، تتفتح الزهور على سطحها كأن الحياة تدب فيها، فراشات ترفرف فوق الزهور. في البدء شاهد سطح الطاولة شاشة تليفزيون، لكن حين جال بنظره في المنزل، رأى تحفا جميلة وستائر زاهية الألوان، والأسرة والفرش تدب في أسطحها الحياة، أيضا الحمام واسعا، تتمايل الورود في جدرانه، في سقفه ثماني مرشاة للمياه. ظن مروان هذه المرة أنه في عالم الجن، كما حدثته جدته عن مدن الجن الخفية تحت الأرض.
رأى النسوة يمرحن ويضحكن كعاشقات لبعضهن. خلعن ثيابهن فاتسعت عيناه أكثر من اللازم، حدق بذهول، وأخذ يقول: «الله أكبر، ما هذه الفتنة؟!» وقف خلف عمود في الصالة حتى لا يرى عريهن. وهن تحت مرشاة المياه ينهمر الماء العطر عليهن. خجل من التلصص عليهن، وأغمض عينيه. كان المشهد مغريا؛ فهو لم يشهد امرأة أخرى في حياته غير زوجته حميدة تغتسل. شاهد كلا منهن تصوبن الأخرى، فأعجبه كثيرا وهن يحتضن بعضهن تحت رذاذ الماء، وهو يتجمع بين أثدائهن. حدث نفسه: «هكذا الجن تعيش حياة أفضل منا نحن الإنس؟!» راحت عيناه تتمتع بمشاهدة ذلك الجمال، والحسرة تنهش قلبه.
أقبل رجل يشبهه في الصورة، لكنه أمرد الخدين ناعم الجلد كالنسوة. يلبس سروالا إلى فوق الركبة وفانلة تظهر صدره الأمرد. شاهد مروان مرة أخرى: الكراسي، الطاولات، الكنبات، التحف .. يتغير شكلها ولونها، وتعزف موسيقى مختلفة عما سمعه في المرة السابقة عند دخوله المنزل من النساء!
خرجت النسوة من الحمام، وهن يلبسن ثيابا شفافة، ورائحة عطرية تملأ المنزل، ورحبن بالرجل. جلس البعض بجواره ورحن يقبلنه. حسده مروان على الحور اللواتي حوله، وتمنى لو يستطيع أن يحل محله.
6
جلسوا جميعا في صالة الطعام يتحدثون بلغة لم يفهمها مروان، وقليلا باللغة العربية، حتى أقبلت مدبرة المنزل تقدم طعام العشاء. يحتوي أحد الأطباق على قطعة كبيرة تشبه اللحم، وأطباق أخرى تحتوي على أطعمة نباتية، وصحن عسل وأكواب فيها سائل أبيض، وأرغفة خضراء، وخضراوات لم يشاهد مثلها في حياته. تناولوا عشاءهم وهم يتحدثون عن قناة مأرب المائية، التي يجرى ربطها بساحل شبوة في محيط إقليم آسيا.
بعد تناول وجبة العشاء جلسوا في الصالة معا. أخذت إحداهن شيئا يشبه القلم، وأشارت به إلى سطح الغرفة، حيث يوجد بها جهاز صغير مثبت هناك. بحثت كمن يبحث عن قناة فضائية؛ إذ برجل يظهر في الصالة فجأة، كأنه هبط من السطح، يتحدث بلغة لم يفهمها مروان. ثم ظهرت امرأة تخطب في مجلس ضخم أمام أناس معظمهم نساء. هتف مروان غاضبا (لكن لا صوت له) وهو في دهشة مما يشاهده في الصالة: «امرأة ترأس الرجال هناك في المجلس، وهنا في الصالة أمامي رجل وسبع نساء، هل عالم الجن تحكمه الأنثى؟! كما هو عالم البشر يحكمه الرجل، ولماذا الإناث أكثر عددا من الذكور؟!»
رأى المجلس كأنه انتقل إلى الصالة، الحضور يمشون بالقرب من النسوة، أو يدورون حولهن. قامت إحدى النساء تمشي في الصالة، واخترقت الأطياف الكثيفة. فكر مروان أنهم أرواح مثله! أو ربما هم من عالم الجن. شاهد إعلانات يعرضها رجال وسام بملابس مغرية لمنتجات جديدة: عطور، شامبو، مواد غذائية، مركبات .. لم يشاهد امرأة تقوم بهذا الدور، هذا الأمر حيره! كيف أخذت النساء دور الرجال والعكس؟!
خلع الرجل ثيابه وجلس بجوار النسوة، وبقي في سرواله الداخلي، جسده ناعم يخلو من الشعر تماما، ودون عضلات تشاهد. ضحك مروان وقال كأنه يحدث الرجل: «هل تستطيع أن تلبي رغبات السبع النساء؟! سأشاهدك الليلة ماذا ستفعل معهن؟!» انتهى مشهد المجلس، ثم نهضت النسوة يرقصن بلباسهن الشفاف أمام الرجل. ظل مروان يستمتع بالنظر إلى الحور الحسان، ويراقب الرجل الذي لم يحرك ساكنا، كأنه مصاب بفتور جنسي. دعته أكبرهن إليها، حدث مروان نفسه: «لماذا لا يبدأ مع الصغرى الفاتنة؟! وهل اللقاء سيكون أمام الجميع؟!» جلس الرجل أمامها وتلامست ركبتاهما، ثم أخذت المرأة سماعة ووضعتها في أذنها، وسماعة أخرى أعطتها الرجل ليضعها في أذنه، وهو يضع ركبته اليمنى بين فخذيها. قبضت بيدها اليمنى على ذكورته، ووضعت يدها الأخرى على صدره، والرجل وضع يده اليمنى أسفل بطنها. بقي الاثنان ينظران إلى عيون بعضهما، ثم أغمض كل منهما عينيه، وأخذا يتنفسان بعمق وهدوء، والأخريات يتفرجن عليهما بشبق.
ناپیژندل شوی مخ