ولعل الأموال التي بذلت في الخير بين الغربيين لا تقل عن الأموال التي بذلت فيه بين الشرقيين، ولعل جهودهم فيه لا تقل عن جهودنا، وثمرات أعمالهم فيه لا تقل عن ثمرات أعمالنا، وعلامات البر في عصرنا الحديث لا تقل عن علاماته في سائر العصور.
فالإنسان إنسان حيث كان.
ذلك أصدق ميزان للخلائق الإنسانية في كل أمة وفي كل أوان. •••
وأحرى بنا فيما نعتقد أن ننجو بعقولنا من أحلام الأوروبيين التي أفرغوها علينا لا من أحلامنا نحن، فليست لنا بحمد الله أحلام من القوة بحيث تتقاضانا النجاة منها.
إن أناسا من هؤلاء الأوروبيين أفزعتهم بلادهم في القرن الثاني عشر وما بعده، فحلموا بالشرق كما يحلم آكل الأفيون بما يراه في غيبوبة الخدر والجمود، ونحلوه صفات ليست منه وليس منها، فأعجب الشرقيون بما كتبوه.
أو أن أولئك الكتاب الأوروبيين قد تخيلوا أبطالهم من الشرقيين، كما نتخيل الأبطال الذين ننحلهم في الروايات شمائل نتمنى أن نراها في عالم الحس فيعيينا طلابها.
أما الواقع فلا.
الواقع أننا - نحن الشرقيين - لسنا عاطفيين ولسنا مأخوذين بالروح، ولا مفتقرين إلى من يسوق لنا المواعظ بالإقبال على المادة والانصراف كما يقولون عن الخيال، ونحن أفرح من طفل بالدرهم وأعجز من طفل عن كسبه في سوق الابتكار.
أنحن أهل خيال؟
سمع الله منكم أيها القوم!
ناپیژندل شوی مخ