أحدها: هذا بمعنى الدلالة والبينات عليه مثل قوله تعالى [ ]: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}، أي دلالة وبيان.
وهدى بمعنى التوفيق والتسديد وعليه يحمل قوله تعالى [ ]: {والذين اهتدوا زادهم هدى} أي شرح صدورهم.
وأما قوله تعالى[ ]:{فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [5ب] فأخبر أنه تعالى هداهم فاستحبوا العمى على الهدى الأول، وبين لهم فلم يختاروه لأنفسهم فلم تحصل لهم الزيادة.
وهدى بمعنى السلوك وعليه يحمل قوله تعالى [ ]:{إهدنا الصراط المستقيم}، وهدى بمعنى الثواب وعليه قوله تعالى [ ]:{سيهديهم ويصلح بالهم} أي سيثبتهم.
قوله للإسلام، والإسلام والإيمان والدين معناه في الشرع واحد وهو فعل الطاعات وترك المقبحات والمكروهات، والإسلام في أصل وضع اللغة هو الإستسلام والإنقياد، وقال زيد بن عمرو بن نفيل: أسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن لحملن عدنان لا لا وعليه قوله تعالى [ ]:{قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} أي استسلمنا وانقدنا.
والإيمان في أصل اللغة: بمعنى التصديق، وعليه قوله تعالى [ ]:{وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدق لنا، ويستعمل في الإيمان من الخوف .
وأما الدين: فهو مشترك بين معان خمسة:
أحدها: بمعنى الجزاء، وعليه حمل قولهم كما تدين تدن أي كما تفعل تجازى، قال الشاعر:
إلى ديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
وثانيها: بمعنى الملة وعليه قوله تعالى [ ]:{لكم دينكم ولي دين}.
وثالثها: بمعنى الحساب قال [ ] {مالك يوم الدين}، أي يوم الحساب.
ورابعها: بمعنى الطاعة، يقال: فلان على دين الإسلام، أي هو مقيم على طاعة من هو المقيم بهذه الشريعة وهو محمد بن عبدالله عليه السلام.
ويقال: دان لك القوم، أي طاعوك.
وخامسها: بمعنى العادة، وعليه قول الشاعر:
يقول وقد دارت لها وطيتي ... أهذا دينه أبدا
وديني أمي عادته وعادتي وأما قوله: وجعلنا من أمة محمد عليه السلام [6أ]:
مخ ۱۰