فالجعل لفظة مشتركة بين معان سبعة:
أحدها: بمعنى الخلق والإيجاد قال تعالى [ ]:{وجعل الظلمات والنور} أي خلقها.
وثانيها: بمعنى اللطف قال تعالى:{واجعلنا مسلمين لك} أي الطف لنا في الإسلام ووفقنا للثبات عليه.
وثالثها: بمعنى الحكم والتسمية قال تعالى:{وجعلوا الملائكة الذين عند الرحمن إناثا} أي سموهم وحكموا عليهم.
ورابعها: بمعنى الطرح والإلغاء قال تعالى [ ]: {ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا} أي يلقي بعضه ويطرحه عليه.
وخامسها: بالمعنى الصيرورة، يقال: جعل الصانع السبيكة خلعا أي صيرها، وقال تعالى [ ]: {ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا} أي صيره.
وسادسها: بمعنى الإرسال وقال تعالى [ ]:{جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة} ومنه قول القائل: جعل فلان فلانا رسولا، أي أرسله.
وسابعها: بمعنى التمليك، يقال: جعلت هذه الدار ليزيد، أي ملكته إياها، وقال تعالى [ ]:{إني جاعلك للناس إماما} أي ملكتك تصرفات الأئمة على الناس.
وأما قوله أمة لفظة مشتركة بين معان:
أحدها: بمعنى الواحد المعظم قال تعالى:{ إن إبراهيم كان أمة} أي كان معظما، ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم في زيد بن عمرو بن نفيل قال: ((يبعث يوم القيامة أمة وحده)).
وثانيها: بمعنى الزمان قال تعالى [ ]:{وادكر بعد أمة} أي بعد زمان.
وثالثها: بمعنى الملة قال تعالى [ ]:{إنا وجدنا آباءنا على أمة} أي على ملة.
ورابعها: بمعنى الجماعة، قال تعالى [ ]:{ووجد عليه أمة من الناس يسقون}.
وخامسها: بمعنى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهم من بعث إليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، واختلف العلماء في أمته عليه السلام فمنهم من قال: كل من بعث إليه سواء صدقه أو كذبه، فعلى هذا يكون اليهود والنصارى من أمته، ومنهم [6ب] من قال: أمته من بعث إليهم فصدقوه وبايعوه، فلا يكون المكذب له من أمته.
مخ ۱۱