ومنهم من قال أنه يؤثر مع ذلك في المعجزات والنعم وما عدا ذلك لا تأثير له فيه حتى أن منهم من قال لو عدم تعالى عن ذلك لا يستقل العالم ونفى ماهو عليه من الحوادث التي تحدث فيه ويعود إلى حكاية قول من نفى المختار.
أما الفلاسفة فإنهم يقولون أن ذات الباري علة قديمة قد صارت عنها عقل واحد أن الباري واحد لا يصدر عنه إلا واحد، ثم صدر عن هذا العقل الذي صدر عنه ثلاثة أشياء عقل وفلك ونفس، فلك لأنه يكثر من ثلاث جهات وجود ووجوده من نارية وإمكان وجوده في نفسه وعقله لباريه وهو الذي صدر عنه المتوسط في الشرق وهو نفس الفلك واحتبسها إمكان وجوده في نفسه وهو الذي صدر عنه الأحسن وهو الفلك، ثم صدر من الثاني عقل، وفلك، ونفس، فلك حتى انتهت العقول إلى عشرة، والأفلاك إلى تسعة، وأنفس الأفلاك إلى تسعة والعقل الأخير وهو العاشر احتبسها وهو المؤثر في عالم الكون والفساد.
وأما الباطنية فإنهم يقولون أن ذات الباري علة قديمة، ثم صدر عنها السابق، ثم صدر من السابق الثاني وصدر عن الثاني النفس الكلية فتحركت فجعلت من حركتها الحرارة ثم سكنت فمصت البروده، ثم تولد من الحرارة [99أ] اليبوسة من البرودة والرطوبة، ثم حصلت من هذه أربعة أصول وهي: الهواء، والماء، والأرض، والنار، فهذه إن امتزجت اعدل الإمتزاج وأتمه حصل منه الحيوان، وإن امتزجت إمتزاجا متوسطا حصل منها النبات، وإن امتزجت دون ذلك في الإعتدال حصل منها المعادن، و..... التأثيرات إليها ويقولون أن السابق، والثاني الإلهان وهما الموصوفان بما في القرآن الكريم من صفات القدرة والعلم، وغير ذلك، فأما الباري تعالى فلا يطلق عليه شيء من الصفات؛ لأن ذلك يقتضي التشبه ولهم حكايات مختلفة.
وأما أصحاب النجوم فإنهم يقولون سبعة أفلاك، وهي: الشمس، والقمر، وزحل، والمريخ، والمشترى، وعطارد، والزهرة.
مخ ۲۰۰