176

یاقوته غیاصه

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

ژانرونه

الوجه الثالث : أن إثبات علة قديما يكون القديم قديما لأجلها اثبات ما لا طريق إليه، وإثبات ما لا طريق إليه يفتح باب الجهالات وتجوز المحالات.

الوجه الرابع: أن في تصحيح كونه قديما لعلة قديمة إبطاله، وما كان في تصحيحه إبطاله فهو باطل، وتقرير هذين الوجهين ما تقدم في العلة المعدومة، وسيأتي لهما أيضا مزيد إيضاح، ولا يجوز أن يكون قديما لعلة محدثة؛ لأن كونه قديما سابق عليها، وذلك يوجب إستغناؤه عنها، ولهذا لا يجوز أن يكون الجسم متحركا اليوم بحركة توجد فيه غدا؛ لأن ذلك يوجب إستغناؤه، فإذا بطلت هذه الأقسام ثبت أن القديم قديم لذاته.

وأما الأصل الثاني: وهو أن خروج الموصوف عن صفة ذاته لا يجوز، فالذي يدل على ذلك أن كون الصفة للذات توجب إثباتها واستمرارها في جميع الأوقات إذ لو ثبت ذلك في وقت دون وقت لافتقرت إلى مخصص من فاعل أو علة، وقد أبطلنا أن يستحقها بفاعل أو علة فلم يبقى إلا أن يسبقها في جميع الأوقات، وتحقيق ذلك أن نقول لا يخلو إما أن يثبت له في جميع الأوقات أو لا يثبت له في جميع [90أ] الأوقات، أو يثبت له في وقت دون وقت محال أن لا يثبت له في جميع الأوقات؛ لأن .... ينقض ما قد ثبت من حصول الصفة الذاتية، ومحال أن يثبت في وقت دون وقت؛ لأن المخصص ليس إلا الفاعل أو العلة، وقد أبطلنا استحقاقها بالفاعل أو العلة لم يبقى إلا أن يستحقها في جميع الأوقات.

الوجه الثاني: أن صفة الذات مع الذات يجري مجرى صفة العلة مع العلة، فكما أنه لا يجوز خروج العلة عن إيجابها لصفة ما دامت عليه موجودة، وذلك لا يجوز خروج الذات عن صفاتها الذاتية والعلة الجامعة بين الذات والعلة ما ذكرنا من أحدهما يجري مجرى الأخرى، وصفة الذات يجري مجرى العلة على معنى أن صفة الذات لا تقف على أمر زائد على الذات، كما أن صفة العلة لا تقف على أمر زائد على العلة في حصولها، فلهذه العلة قسنا أحدهما على الآخر.

مخ ۱۷۸