359

واستصحب من رافقه ووافقه من غلمانه وأهل الثقة به، إلى أن عرف شمس المعالي خبره، واستركب لاقتناصه عسكره، بعد «12» ما قد طار به الركض. وحالت دون مناله الأرض. ولما شافه حد خراسان، رفرفت الأمنة عليه بجناحها، إلى أن ورد حضرة السلطان يمين الدولة [وأمين الملة] «1»، فقبله أحسن قبول، ولقاه حسن مقول ومفعول. ومازال يرفع منه تمويلا وتخويلا، وتفخيما وتبجيلا، حتى اغتره فضل الانبساط وعز الانتساب بما هد قربته، وهدم رتبته، واستوحش من عارض الإعراض، وأشفق من رهق التغير والانقباض، فلاذ بظل الليل هربا، وبات يطوي الأرض تقريبا وخببا . وأمر السلطان بطلبه «2»، واتباعه في وجوه «3» مهربه، فألحق حيث قامت الخيول تعبا، ولم تجد السيوف عليه مضربا. ففر «4» على وجهه ملتجئا إلى الشار المعروف بالشاه، لحال بينهما في الصفاء معمورة، وأصول ود بالوفاء مأبورة «5». فلما استقر به المكان، وخبر حاله السلطان، [204 أ] كتب إليه السلطان فاسترده وخوفه أن يأتي عليه ما بعده، فاضطر إلى رده وإسلامه عن يده.

مخ ۳۷۴