276

قد كانت الحال في الألفة قائمة بين السلطان وبين أيلك الخان، إلى أن دبت عقارب الفساد في ذات البين، واضطرب الحبل الساكن، واشتعل الجمر الهامد، وراعى أيلك فرصة المجاهرة «7» بسر المكاشرة، حتى إذا صمد السلطان صمد الملتان، وغارت نحو تلك البلاد راياته، وخفت «8» عن أعيان رجاله ولاياته، سرب سباشي تكين- صاحب جيشه وأحد أقربائه- «9» إلى كور خراسان في معظم أجناده، وشحن بلخ بجعفر تكين وعدة من أوليائه «1» وقواده. وكان والي طوس أرسلان الجاذب مقيما بهراة مأمورا بالانحياز إلى غزنة متى نجم ناجم «2» عناد، أو نعق ناعق بفساد، فأسرع الانقلاب إليها، آخذا بوثيقة الحزم في ترك القتال، وتربصا بالحمل غاية الفصال. وورد سباشي تكين هراة فاستوطنها، وندب «3» الحسين «4» بن نصر للديوان [155 ب] بنيسابور، فرتب الأعمال، وواصل الاستخراج «5»، ومايلهم كثير من أعيان خراسان، لاستخفاء خبر السلطان من جانب الملتان، وتناقل الألسنة أهواء القلوب ونوازع النفوس أخابير زور، وأراجيف غرور.

مخ ۲۸۶