ومن أعيان رعايا السلطان بنيسابور: أبو نصر أحمد بن علي بن إسماعيل «5» الميكالي «6»، وهو صنيعة السلطان، وشيخ مملكته وجمال جملته فضلا موفورا، وأدبا مشهورا، وعزا معقودا، ومالا ممدودا، ورأيا كالأري «7» مشارا «8»، وحزما كالمرائر مغارا، ودهاء يسلخ الليل البهيم نهارا، ونظرا يستشف أستار المصائر فيستكشف أسرار الضمائر، وشعرا نقي السنخ «1» والجوهر، ذكي المسك والعنبر، رضي المورد والمصدر، فمنه قوله:
باني العلى والمجد والإحسان ... والفضل والمعروف أكرم بان
ليس البناء مشيدا لك شيده ... مثل البناء يشاد بالإحسان
البر أكرم ما حوته حقيبة ... والشكر أفضل «2» ما حوته يدان
وإذا الكريم مضى وولى عمره ... كفل الثناء له بعمر ثاني «3»
فأما كتابته فالسحر الحلال، والعذب الزلال، فهي تحكي بما تحويه من لطف العبارة، وحسن الاستعارة، ومعسول الإشارة والشارة، رياض ميثاء إلى القرارة «4». ومن منثور كلامه ورسائله، [141 ب] ما كتب «5» به إلى شمس المعالي قابوس بن وشمكير، أقرأنيه كاتبه:
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب العبد، وحاله فيما يديمه له «6» مولاه من شرف إقباله ورضاه، ويفيضه عليه من ملابس فضله ونعماه، حال من تقبل عليه دنياه، ويسعد في ظل دولته بأولاه وأخراه، والحمد لله رب العالمين.
مخ ۲۶۰