247

قد كان أيلك الخان لما ملك السلطان خراسان على الغدرة «3» بآل سامان، اغتنم تطهير ما وراء النهر عن كل منتسب إلى تلك الأرومة، ومتشبث بشعب تلك الجرثومة «4»، فلم يدع هناك ذا «5» ظفر إلا قلمه، ولا ذا حد إلا اجتاحه واصطلمه. ثم كاتب السلطان مهنئا له بما ذخر الله له من خالصة الملك، وصافية الملك، وظاهر إليه من ظاهرة العز وباطنة الصنع، ومعتدا لنفسه بما قطفه من عنقود رجائه ملاوة «6» على [139 أ] صفقة إقباله، وعلاوة على جماله وجلاله. وتردد السفراء بينهما في وصلة تبل رحم «7» الحال، وتؤكد أسباب المودة والوصال «8»، وتحمي حرائم «9» الثقة في الجانبين، وترفع ستر الحشمة في ذات البين، وتؤدي رتبة الاختلاط إلى الامتزاج، وقربة الاشتباك إلى الاتشاج، فتصير النفوس واحدة، والسواعد على وجوه مصالحها متساعدة. وأنهض السلطان عند إلمامه «10» بنيسابور في طلب المنتصر أبي إبراهيم أبا الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي «1» إمام أهل الحديث بها، رسولا إلى أيلك الخان، وضم إليه طغانجق والي سرخس في خطبة كريمته عليه، ونقلها في صحبته إليه. وأصحبه ما عدا العد والحد من سبائك العقيان، ويواقيت البهرمان، وعقائل الدر والمرجان، وتخوت الوشي والحبر، ونوادر البدو والحضر، وصواني الذهب مملوءة من بيضات العنبر، وأواني الفضة منضودة بشمامات الكافور، وغير ذلك من شارات الهنود، وقطاع العود، وذكور النصول، [139 ب] وإناث «2» الفيول، تحت حدوج مغشاة بذوات التعاريج من ألوان الدبابيج «3»، منطقة بعصائب يخطف العيون بريقها، وتصطخب على الأقتاب معاليقها «4»، وعتاق ضوامر كالقداح «5»، بخدود كمتون الصفاح «6»، وغرر كنجوم الصباح، وقوائم كمنخرق الرياح «7»، وسنابك كفلق الصفاح «8»، في مراكب كأنما حلي بعضها بقطع «9» عقيق، أو شعل حريق، وحلي سائرها بنجوم الثريا والنثرة «10»، وبنات نعش من وراء المجرة. وقرن ذلك كله بأموال على سبيل الألطاف، تغمر ذوائب الأوصاف.

مخ ۲۵۶