232

وحاذر أبو علي بن حمويه «7» ممالأة نصر بن الحسن بن فيروزان شمس المعالي قابوس بن وشمكير، وانقطاعه إلى جانبه، فواصله بكتبه، نافثا في عقدته «8»، فاتلا في ذروته «9»، نافخا بسحره في سحره «10»، وملقيا إليه أن القرابة الواشجة «11» بين أبي طالب بن فخر الدولة وبينه، لو صادفت منه حكمها في الإشفاق على دولته، والانتداب لنصرته، لكان أحق الناس بسياسة أجناده، وزعامة ممالكه وبلاده، وأنه الآن متى سلك طريق الخدمة، وجانب جانب التهمة، وحافظ على حرمة اللحمة، لم يعدم ما يهواه من ترتيب وترحيب، وتنويل «12» وتخويل، وتفخيم وتقديم. وأذن له في الانتقال إلى قومس إلى أن يدبر «1» أمره بمقتضاه، فارتاح نصر «2» لما شامه من تلك العقيقة «3»، ووثق به على الحقيقة، وسار نحو سارية «4»، ثم قرض «5» الجادة ذات اليسار، وركب ذات اليمين مما يلي طراشك وأباذان «6» حتى إذا حاذى رقعة قومس، أذاع في أصحابه رأيه في طاعة أبي طالب، وأنه «7» - ما عاش- رقيق خدمته، ونصير دعوته. فاختلفت عليه «8» كلمتهم حين أفصح [131 أ] بتدبيره، وباح بسر ضميره، فمن فريق «9» رجع إلى الأستندارية، وفريق إلى جرجان في طلب الأمان.

ورحل نصر في الباقين حتى أناخ بقومس، وسأل أبا علي بن حمويه «10» تمكينه من بعض القلاع ليحصن فيه عياله وأثقاله، فمكنه من حصار جومند، فاستوطنه، وأودعه ماله ومن معه.

مخ ۲۴۰