وقد كان آل سامان يهمون «1» برده إلى مملكته حيازة لقصب السبق في إدالته على خصمه، وإفاءة مملكته إلى يده، فيقطعهم توالي الفتوق من كل وجه عليهم عن إصابة أغراضهم في أمره. وألهمته بصيرة التجارب مداراة المحنة «2»، حتى ينتهي زمانها، وينقضي على الإقبال بحرانها «3»، إذ كان الاضطراب في المحن كالاضطراب في حبل الخناق ما يزداد صاحبه [123 ب] على نفسه حركة، إلا ازداد اختناقا وهلكة، ومما يضاف إلى شعره قوله:
قل للذي بصروف الدهر عيرنا ... هل عاند الدهر إلا من له خطر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ... وتستقر بأقصى قعره الدرر
فإن تكن نشبت أيدي الزمان بنا ... ومسنا من عوادي بؤسه الضرر
ففي السماء نجوم مالها عدد «4» ... وليس يكسف إلا الشمس والقمر «5»
مخ ۲۲۷