ولما وطى ء ناصر الدين سبكتكين عراص «6» خراسان، وأقدره الظفر بأبي علي «7» على كورها، ارتاح للقائه، وما ينتحيه «8» من نصرته وإعلائه. ثم اتفق له من الانقلاب إلى بلخ ما حال بينه وبين المراد، فغبر مدة على جملته إلى أن انقرض أمر أبي علي، وخوي نجم الشغل به «9». وانحدر إلى طوس لطلب أخيه أبي القاسم السيمجوري، فجدد عند ذلك شمس المعالي عهده به، ولا طف كل منهما صاحبه بما لا يفي به بيان، ولا يتسع له حساب ولا حسبان.
وجرى ذكر فخر الدولة صاحب الري واستظهاره ببدر بن حسنويه صاحب الأكراد، والفوارس الأنجاد. وأراد ناصر الدين سبكتكين أن يستظهر عليهم بكماة الشرق، [124 أ] ورماة الحدق، من كتائب الأتراك الخانية، فأرسل حاجبه الكبير التونتاش إلى أيلك الخان يتنجزه حكم الحال التي تفارقا عليها بما وراء النهر من الاتحاد في الوداد، والاشتراك «1» في الأملاك، بإمداده بعشرة آلاف رجل من نخب رجاله، وشهب أبطاله. وصرف شمس المعالي وراءه على ميعاد معاده «2».
مخ ۲۲۸