یهودیت په عقیده او تاریخ کې
اليهودية في العقيدة والتاريخ
ژانرونه
إن اللغة التي كتبت بها هذه القصة في التوراة لا تدع مجالا للشك في أنها تتحدث عن طوفان عالمي غمر الأرض من أقصاها إلى أقصاها؛ فقد برح الأسى بالرب؛ لأنه برأ الجنس البشري، فحزم أمره على أن يزهق نفوس الناس جميعا، ويأتي على جميع مظاهر الحياة في الأرض، وأنفذ مشيئته: «فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء. خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه. فتغطت الجبال. فمات كل ذي جسد كان يدب على الأرض» (تكوين 7: 19-21).
وفي هذه القصة من الشطط ما جعل بعض المبرزين من كتاب المسيحية يتحرجون من إقرارها، ويلتمسون المهرب من ذلك في الزعم بأنها إنما تصف طوفانا بحريا محليا اقتصر أذاه على تلك البقعة من الشرق الأوسط. بيد أن سهل العراق ليس بالذي يلائم حدوث طوفان بحري يغمر رقعته؛ فهو يرتفع عن سطح البحر في الشمال قرابة 180 مترا ويهبط تدريجا في اتجاه الجنوب على امتداد 500 كيلومتر أو 600 كيلومتر حتى يدرك البحر.
ولو أن الطوفان كان مقصورا على المنطقة الممتدة إلى جبال أراراط لبرز لنا سؤال محير هو كيف يمكن أن ينتصب جدار من الماء يربي سمكه على 4 كيلومترات وأن يظل سنة كاملة متماسكا دون أن ينهار فيغمر الماء الأراضي المتاخمة.
لقد غالى كتاب التوراة في تضخيم طوفان نبيهم حتى أصبح يصطدم مع كل معلوماتنا الحديثة ومع تذكيرنا المنطقي السديد، فإذا قرأ المرء هذه القصة في صورتها اليهودية دارت بباله طائفة من الأسئلة: (1)
لماذا خلق الله آدم ثم أباد بني آدم كلهم باستثناء نوح وبنيه وزوجاتهم؟ لماذا لم يوفر على الناس ما جشمهم من عناء وعنت، بأن خلق نوحا وزوجته بادئ بدء تاركا آدم وحواء وأبناءهما طي التراب الذي جبل منه آدم؟ ما جدوى تلك التجربة المخفقة التي دامت 1656 سنة وقد كان جل جلاله في غنى عنها لسابق علمه بالنتيجة التي ستنتهي إليها؟ (2)
لماذا ندم الرب على أنه برأ الحيوان: «فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم» (تكوين 6: 7)، مع أن الحيوان لم يأكل من الفاكهة المحرمة ولم يطمح ببصره إلى أن يطعم من شجرة الحياة؟ (3)
ولماذا أقحم تلك الحيوانات الطاهرة البريئة في تلك المحنة المروعة وحملها تلك الآلام الوبيلة؟
في هذه القصة، كما هو الشأن في سائر قصص «العهد القديم» يشاطر الحيوان الإنسان حظه؛ فقد حرى بنو إسرائيل على أن يقتلوا كل من يلقونه - في البلاد التي يغزونها - من الرجال والنساء والأطفال ومن الحيوان كذلك.
ومن المعقول أن تكون هذه هي عدالة بني إسرائيل، ولكن من غير المعقول ومن غير المقبول أن تكون هي عدالة الله. (4)
كيف وصلت الحيوانات التي أقلتها سفينة نوح إليها وأكثرها يقيم في أصقاع نازحة؛ فالكنجرو - مثلا - يعيش في أستراليا دون غيرها، والحيوان الكسلان لا يعيش خارج أمريكا الجنوبية، والزرافة لا تستوطن إلا أفريقيا، وقرد الأورانج أوتان (إنسان الغاب) لا يسكن في غير جزيرتي بورنيو وسومطرة؟
ناپیژندل شوی مخ