104

یهودیت په عقیده او تاریخ کې

اليهودية في العقيدة والتاريخ

ژانرونه

ليست اللغة شيئا تصنعه الآلهة وتبثه في أذهان الناس وإنما هي تنشأ وترتقي تدريجا في بطء خلال أزمنة طويلة، فإن القبائل والشعوب قد عضتها خطوب وحكتها محن وتجارب مختلفة، وشعرت باحتياجات متباينة، واكتنفتها بيئات غير متماثلة، وعلقت بأذهانها انطباعات مما رأت وسمعت وشمت وذاقت ولمست؛ ومن ثم اختلفت لغاتها وتباينت تصوراتها الدينية ونظمها السياسية وعاداتها الاجتماعية. وتتركب لغات الهمج من أصوات قليلة لا يستطاع التعبير بها عن شيء غير أفكار أو حالات عقلية محدودة كالحب والاشتهاء والخوف والكره والازدراء، أما اللغات التي تصلح للإفصاح عن أفكار مركبة فلا بد لنموها من قرون كثيرة.

وقد جاء في الإصحاح الثاني من سفر التكوين أن الله عرض جميع أنواع الحيوان بين يدي آدم، وأن آدم جعل يطلق على كل منها اسما من عنده، فمن أين جاء آدم بهذه الأسماء وهو ما يزال حديث العهد بالخروج من التراب غرا خلوا من التجارب والانطباعات؟!

وكيف حدث أن أصبح هو وحواء والحية يتكلمون لسانا واحدا؟! لقد زعموا أن آدم كان يتكلم العبرية في جنة عدن! «ودعا آدم اسم امرأته حواء؛ لأنها أم كل حي» (تكوين 3: 20).

وأن حواء تكلمت بها بعد خروجها من الجنة: «وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين وقالت: اقتنيت رجلا من عند الرب» (تكوين 4: 1). «وعرف آدم امرأته أيضا، فولدت ابنا ودعت اسمه شيثا، قائلة: لأن الله قد وضع لي نسلا آخر عوضها عن هابيل»

3 (تكوين 4: 35).

وإن لامك بن متوشالح تكلم بها قبل الطوفان بستة قرون: «ودعا اسمه نوحا، قائلا: هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التي لعنها الرب» (تكوين 5: 29). وكانت أسماء البطارقة العشرة السابقين للطوفان كلها عبرية.

من الخطل أن يأخذ المرء بما يفهم ضمنا من الكتاب المقدس من أن اللغة العبرية هي لغة العالم الأصلية؛ إذ إنها ليست سوى لهجة من اللهجات السامية، شأنها في ذلك شأن اللغة العربية واللغة الآرامية. وليس ثمة وشيجة قربى تربط اللغات السامية باللغات الآرية: «هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض» (تكوين 11: 7).

ولكن كيف بلبل الله ألسنتهم وشوش لغاتهم؟ هل أفقدهم حافظتهم؟ هل شل جزءا من أمخاخهم؟ هل ضرب على أعضاء النطق عندهم حتى لا تؤدي النبرات والأصوات التي في اللغة القديمة؟

ولم أفضى تبلبل ألسنتهم إلى أن: «بددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض فكفوا عن بنيان المدينة»؟ (تكوين 11: 8).

ولماذا لم يتلبثوا إلى أن يفهم بعضهم بعضا بوسيلة من الوسائل؟ إن ما كانوا عليه من الضعف والعجز قمين أن يجعل كلا منهم يحس الحاجة إلى عون أخيه، وكان الاستمرار في بناء البرج أيسر من الهجرة إلى غير غاية: «لذلك دعي اسمها بابل؛ لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض» (تكوين 11: 9).

ناپیژندل شوی مخ