216

وزیران او کتابونه

الوزراء والكتاب

علم المفحمين أن ينطقوا الأشعار ... منا والباخلين السخاء وكان ركب محمد بن إبراهيم الإمام دين، فركب إلى الفضل ابن يحيى، ومعه حق فيه جوهر، فقال له: قصرت بنا غلاتنا، وأغفل أمرنا خليفتنا، وتزايدت مئونتنا، ولزمنا دين احتجنا لأدائه إلى ألف ألف درهم، فكرهت بذل وجهي للتجار، وإذالة عرضي بينهم، ولك من يعطيك منهم، ومعي رهن ثقة بذلك، فإن رأيت أن تأمر بعضهم بقبضه، وحمل المال إلينا، فدعا الفضل بالحق، فرأى ما فيه، وختمه بخاتم محمد بن إبراهيم، ثم قال له: نجح الحاجة أن تقيم في منزلك عندنا اليوم، فقال له: إن في المقام علي مشقة، فقال: ما يشق عليك من ذلك؟ إن رأيت أن تلبس شيئا من ثيابنا دعوت به، وإلا أمرت بإحضار ثياب من منزلك، فأقام ونهض الفضل، فدعا بوكيله، وأمره أن يحمل المال ويسلمه إلى خادم محمد بن إبراهيم، وتسليم الحق الذي فيه الجوهر بخاتمه، وأخذ خطه بذلك، ففعل الوكيل ذلك، وأقام محمد عنده إلى المغرب، وليس عنده شيء من الخبر. ثم أنصرف إلى منزله فرأى المال، وأحضره الخادم الحق، فغدا على الفضل ليشكره، فوجده قد سبقه بالركوب إلى دار الرشيد، فوقف منتظرا له، فقيل: قد خرج من الباب الآخر، فاتبعه فوجده قد دخل إليه، فوقف ينتظره، فقيل له: قد خرج من الباب الآخر قاصدا منزله، فانصرف عنه، فلما وصل منزله وجه الفضل إليه ألف ألف درهم أخر، فغدا عليه فشكره وأطال، فأعلمه أنه بات

مخ ۲۱۶