وزیران او کتابونه
الوزراء والكتاب
ژانرونه
[111]
عشرة آلاف كر، فإن دفعا إليك ثلاثين ألف دينار ربحك، وآثرت أن تخرج إليهما من حصتك، فعلت، وإن آثرت أن تقيم على هذا الابتياع، فعلت، فتنحينا ناحية، فتناظرنا، فقال لي التاجر: أنت رجل شريف وابن شريف، وليست التجارة من شأنك، ومتى أقمت على هذا الابتياع احتجت إلى كفاة وأعوان، ولكن خذ منا ثلاثين ألف دينار، وخلنا والطعام، فقلت: قد فعلت. فقمنا إلى أبي خالد، فقلت: قالا لي: كذا وكذا، وأجبتهما إلى أخذ المال، فقال: صواب، لو أقمت معها احتجت إلى تعب، ولزمتك مؤن، وكان ذلك أربح لك، ولكن هذا أروح، فخذ المال، وتبلغ به، وألزمنا، فإنا لا نقصر في كل ما يمكننا في أمرك، فخرجت فأخذت من الرجلين المال، ثلاثين ألف دينار، وما بين ذلك وبين بيع المنديل إلا أربعة أيام، فصرت إلى أبي، فأخبرته الخبر، وقلت له: جعلني الله فداك! تأمر في المال بأمرك. فقال: نعم، أنا أحكم عليك في هذا المال بما حكم به أبو خالد على التاجرين، أي أن لي الثلث، فحملت إليه عشرة آلاف دينار، واشتريت بعشرة آلاف دينار عقدة، ولم أزل أنفق الباقي إلى أن أداني إلى هذه الحال، وإنما حدثتك يا بني هذا، لتعرف للرجل حقه.
فقلت ليحيى بن خاقان: فما كان من يحيى إلى أحمد بن أبي خالد؟ فقال : مازال وولده على غاية البر له والتحريك، حتى نال ما نال من الوزارة، بذلك الأساس الذي أسسوه.
وكانت وفاة أبي خالد يزيد الأحول في سنة ثمان وستين ومائة.
قال إسحاق بن سعد: حدثني أبو حفص عن العتابي قال:
كنت أنا ومنصور بن زياد عند يحيى بن خالد، ويحيى يتحدث، قال: والخدم يعبثون ويترامون بالبطيخ، حتى جاءت بطيخة فأصابت وجهه، فو الله ما تحرك ولا غضب، فقال له منصور: أصلحك الله! لو نهي هؤلاء، وأخيفوا حتى لا يجترئوا على مثل هذا! فقال: اللهم غفرا، نحن نحب أن نؤمن من بعد عنا، فكيف نخيف من كان على بساطنا.
وقلد الرشيد حجابته محمد بن خالد بن برمك في سنة اثنتين وسبعين ومائة.
مخ ۲۰۵