وزیران او کتابونه
الوزراء والكتاب
ژانرونه
[93]
جعفر خلف في بيوت الأموال عند وفاته تسع مئة ألف ألف درهم، وستين ألف ألف درهم، فلما صرف المهدي أبا عبيد الله عن وزارته، وقلدها يعقوب، زين له هواه، فأنفق المال، وأكب على اللذات والشرب وسماع الغناء، ففي ذلك يقول بشار:
بني أمية هبوا طال نومكم ... إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فاطلبوا ... خليفة الله بين الزق والعود
وذكر المفضل العمري:
أن المهدي حج في بعض السنين، فمر بميل وعليه مكتوب، فوقف فقرأه. وإذا هو:
لله درك يا مهدي من رجل ... لولا اتخاذك يعقوب بن داود
فقال لمن معه: اكتب تحته: على رغم أنف الكاتب هذا، وتعسا لجده. فلما انصرف وقف على الميل، فقلنا لم يقف عليه إلا لشيء قد علق بقلبه من ذلك الشعر، وكان كذلك، لأنه أوقع بيعقوب بعد قليل، وكثرت الأقوال في يعقوب، ووجد أعداؤه مقالا فيه، فقالوا، وذكروا للمهدي خروجه على المنصور مع إبراهيم بن الحسن، وعرفه بعض خدمه أنه سمع يعقوب وهو يقول: بنى هذا الرجل متنزها أنفق عليه خمسين ألف ألف درهم، من أموال المسلمين، وكان القائل لهذا القول أحمد بن إسماعيل، صهر يعقوب بن داود، وكان المهدي بنى عيسا باذ.
وأراد المهدي أمرا، فقال له يعقوب: هذا يا أمير المؤمنين السرف! فقال: ويلك! وهل يحسن السرف إلا بأهل الشرف! ويلك يا يعقوب! لولا الإسراف لم يعرف المقتر من المكثر.
قال محمد بن عبد الله النوفلي، قال لي أبي: قال لي يعقوب: كان المهدي لا يشرب النبيذ إلا تحرجا، ولكنه كان لا يشتهيه، وكان أصحابه بن بزيع والمعلى مولاه ومواليه يشربون عنده، بحيث يراهم، قال: وكنت أعظه في سقيهم النبيذ، وفي السماع، وكان يقول: هذا عبد الله بن جعفر. قال: قلت، ليس هذا من حسناته، لو أن رجلا سمع كل يوم، هل كان ذلك يزيده قربة من الله عز وجل أو بعدا.
مخ ۱۷۲