124

فقال نفيل وهو يرفع يديه عن الفتى: أي أقدار تجمعنا هنا! ما زالت هذه الأقدار تعابثني ولا تبالي أين تلقي عبثتها. هكذا ألقت بأبيك يوما في سبيلي.

فقال سيف في اهتمام: أكنت تعرفه ؟

وانصرف نفيل عنه كأنه لم يسمعه، فذهب إلى صخرة ناتئة في الربوة، وكان ما يزال يترنح سكرا، وجلس قائلا: أحس دبيب السن يا فتى. كنت لا أنهج في النزال هكذا. أتعرف هذه الفتاة من قبل؟

فقال سيف في غير اهتمام: أظنني رأيتها.

وقال نفيل: كأنك معجب بها.

فعجب سيف أن يسأله الرجل عن الفتاة في مثل ذلك الموقف، وأجاب في خبث: أظنني كذلك.

ونظر إليه كما ينظر إلى باب مغلق يريد أن يعرف ما وراءه، وقال: كيف كنت مع أبي مرة؟

فلمعت عينا الرجل وتحسس منطقته وقال في حنق: يا للشيطان، أين خنجري؟ وحق مناة إن لك مع الأقدار شأنا.

فقال سيف ساخرا: لقد نسيت خنجرك هناك.

فقال نفيل في كراهة: سقطة أخرى. أنت لا تضمر غدرا.

ناپیژندل شوی مخ