ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

Abdullah bin Jouran Al-Khudeir d. Unknown
64

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

خپرندوی

مبرة الآل والأصحاب

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

ما بعد استشهاد الإمام علي ﵇: وبعدما قُتل أمير المؤمنين علي ﵇ شهيدًا على يد الخارجي الغادر ابن ملجم بويع لابنه الحسن ﵇ بالخلافة على المسلمين، فما كان منه إلا أن جمع صفوف المسلمين، وتحققت فيه معجزة النبي ﵌. فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي قال: رأيت رسول الله ﵌ والحسن بن علي ﵇ إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة، ويقول: (إن هذا ابني سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين) (^١). وقد جعل الإمام الحسن بن علي ﵇ أحد شروط الصلح مع معاوية، أن يحكم في الناس بالكتاب والسنة، وعلى سيرة الخلفاء الراشدين (^٢). وهنا يجدر بنا أن نلتفت الأنظار إلى شيء هام ألا وهو أنه على الرغم مما حدث بين أمير المؤمنين علي ومعاوية ﵄ إلا أن الروح السائدة التي كانت بينهما هي روح المودة والمحبة والتلاحم والترابط، ومما يدل على التلاحم الأخوي والتراحم الديني بين أمير المؤمنين علي ومعاوية ﵄ مع ما كان بينهما من اختلاف اجتهادي - فقد كان معاوية كلما تذكر عليًا بعد استشهاده بكى على فقده وترحم عليه. فعن الأصبغ بن نباتة قال: (دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي... سفيان ﵁، فقال له: صف لي عليًا؟ قال: أو تعفيني؟ فقال: لا، بل صفه لي. قال ضرار: رحم الله عليًا! كان والله فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه ويقربنا إذا زرناه، لا يغلق له دوننا باب، ولا يحجبنا عنه حاجب، ونحن -والله- مع تقريبه لنا

(^١) كشف الغمة: (١/ ٥١٩)، بحار الأنوار: (٤٣/ ٢٩٨)، عوالي اللآلي: (١/ ١٠٢). (^٢) انظر: كشف الغمة: (١/ ٥٧٠)، بحار الأنوار: (٤٤/ ٦٤).

1 / 73