19

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

خپرندوی

مبرة الآل والأصحاب

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

وقال محمد باقر الناصري: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ أي: يطلبون بذلك مزيد نعم الله عليهم ورضوانه عنهم، ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشد بياضًا، ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ﴾ يعني: أن ما ذكر من وصفهم هو عين ما وصفوا به في التوراة، وكذلك ﴿فِي الْإِنْجِيلِ﴾ أي: فراخه... ﴿فَآزَرَهُ﴾ فاشتد وأعانه فغلظ ذلك الزرع فقام على ساقه وأصوله حتى بلغ الغاية، قال الواحدي: هذا المثل ضربه الله تعالى بمحمد وأصحابه، فالزرع محمد ﵌ والشطأ أصحابه والمؤمنون حوله، وكانوا في ضعف وقلة كما يكون أول الزرع ثم قوى بعضهم بعضًا، ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ أي: في ذلك غيظ الكفار بكثرة المؤمنين واتفاقهم على الطاعة (^١). وقال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: ١٠٠]. قال ابن الجوزي: قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ﴾ فيهم ستة أقوال: أحدها: أنهم الذين صلوا إلى القبلتين مع رسول الله ﵌، قاله أبو موسى الأشعري، وسعيد بن المسيب، وابن سيرين، وقتادة. والثاني: أنهم الذين بايعوا رسول الله ﵌ بيعة الرضوان، وهي الحديبية، قاله الشعبي. والثالث: أنهم أهل بدر، قاله عطاء بن أبي رباح. والرابع: أنهم جميع أصحاب رسول الله ﵌، حصل لهم السبق بصحبته. قال محمد بن كعب القرظي: إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبيّ ﵌ وأوجب لهم الجنّة محسنهم ومسيئهم في قوله تعالى:

(^١) تفسير مختصر مجمع البيان، وانظر: جامع الجوامع، من وحي القرآن (سورة الفتح: ٢٩).

1 / 25