108

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

خپرندوی

مبرة الآل والأصحاب

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

(مقولة بعض الحاضرين: أهجر) ينبغي علينا أولًا أن نعلم أن الرواية لم تحدد من قال هذه الكلمة، فلعله أحد المنافقين الحاضرين، أو صحابي استفسر مستفهمًا عن صحة... النبي ﵌ بعد مقولته عن الكتابة فقال: هل يقع منه الهجر كما يقع من أحدنا؟ فاختصر كل هذا القول بكلمة واحد، أو لعلها من استفهام القائل: كيف لا نأتي بالكتف والدواة؟! أيُظن أن النبي ﵌ يهجر بالكلام ويقول بالهذيان كغيره! لأنه ربما اختلط عليه سماع كلام... النبي ﵌ وذلك لبحَّة في صوته أو غلبة اليبس بالحرارة على لسانه، مثلما يقع في الحميات الحارة، وقد ثبت بإجماع أهل السير أن نبينا ﵌ كانت فيه بحة صوت عارضة له في مرض موته ﵌.
وعليه فالسبل التي يمكن أن توجه فيها هذه الكلمة كثيرة، ومن أراد فعليه الرجوع إلى كتب اللغة العربية ليستوضح دلالات هذه الكلمة، فليس هناك من يعرف على وجه الدقة من كان موجودا في ذلك الموقف قرب النبي ﵌ إلا عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن عباس، ويجب ألا يستغرب القارئ من كثرة هذه التعليلات تجاه هذه الكلمة، لأن من قيلت أمامهم هذه الكلمة لم ينكروها أو يذموا قائلها.
(رفض عمر الامتثال لأمر النبي ﵌) كيف يظن بعمر ﵁ أنه يرفض طلبًا يسيرًا للنبي ﵌، وهو الذي لم يبخل بشيء طوال مرافقته للنبي ﵌؟
وأما قول عمر بن الخطاب للصحابة: (قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله) فيمكن أن يوجه كالتالي:
أن عمر بن الخطاب ﵁ أراد من الصحابة أن لا يجهدوا النبي ﵌ بالكلام وكثرة الأسئلة، وهو في المرض الشديد، شفقة عليه، وهذا ما يبينه قوله: (وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله) أي إن الله أكمل دينه وبيّن شرائعه في قوله: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾

1 / 121