433

القيروان (133). وقد بناها على ساحل البحر المتوسط فوق نتوء صخري. وأحاطها بأسوار عالية قوية، مع أبراج ضخمة وأبواب مصفحة بالحديد. كما يحتمي الميناء أيضا بصورة محكمة بواسطة أسوار جيدة.

وقد وصل المهدي إلى هذه المنطقة بثياب حاج، وحظي بترحيب السكان متظاهرا بأنه من نسل الرسول. وتوصل بعون من الشعب إلى أن ينادي بنفسه الخليفة المهدي للحصول على حظوة أكبر. ثم راح يجبي الضريبة في بلاد نوميديا الواقعة على مسافة أربعين ميلا الى الغرب من القيروان. ولكنه وقع بيد أمير سجلماسه الذي رمى به في السجن. ولكن الأمير تأثر بالشفقة عليه، فرد عليه حريته، وعرفانا منه بالجميل، قام المهدي بقتله (134). ومارس المهدي بعدئذ سلطة طاغية، حتى أن الشعب ائتمر بقتله (135).

وحينئذ ظهر داعية يسمى أبا يزيد الملقب فارس الحمار، لأنه كان يركب حمارا

مخ ۴۵۸