هذا فلان يسمونه باسمه المسمى به في الدنيا، فيقلن: أنت رأيته؟ فيقول: نعم، فيستخفهن الفرح حتى يخرجوا إلى أسكه باب القصر، قال: فيجيء فيدخل، فإذا بنمارق مصفوفة، وأبواب موضوعة، وزرابي مبثوثة، وينظر إلى تأسيس بنيانه، فإذا هو قد أسس على جنادل اللؤلؤ بين أصفر، وأخضر، وأحمر، وأبيض من كل لون، ثم يرفع بصره إلى سقفه، فلولا أن الله قدره له لأذهب نور بصره، إنه لمثل البرق، وينظر إلى أزواجه من الحور العين، ويتكئ على أريكة من أرائكه، ثم يقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون.
129- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن سعيد بن دبي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة تلقى كل رجل منهم الملك الذي كان يكتبه عمله، فيدخله منازله في الجنة يأخذ بيده، ثم يقول له: تعال يا ولي الله حتى أريك ما أعد الله لك من الكرامة فيسير به مسيرة ألف عام في جنان وقصور، وخيام، وأشجار، وأنهار يلقاه ملك فيقول له السلام عليك يا ولي الله/ ورحمة الله وبركاته، فيقول: وعليك السلام من أنت يا عبد الله؟ ما رأيت أطيب ريحا، ولا أحسن منظرا منك، فيقول له: أنا قهرمان من قهارمتك، ومن بعدي لك أفضل مني، ثم يستقبله ملك آخر، فيقول له: السلام عليك يا ولي الله، ورحمة الله وبركاته، فيقول: وعليك السلام من أنت يا عبد الله؟ فما رأيت أطيب ريحا، ولا أحسن منظرا منك، فيقول: أنا قهرمان من قهارمتك، ومن بعدي لك أفضل مني، فلا يزال يستقبله قهرمان بعد قهرمان حتى يستقبله قهرمان يسلم عليه، ثم يرجع يبشر الحور بمجيئه، فلولا أن الله قال: مقصورات في الخيام، لخرجن فرحا، ولولا أن الله ثبتها لخرجت نفسها، فإذا انتهى إلى باب قصره، وعليه ستور من طرائف حلل الجنة، ثم يبعث الله ريحا، فتزول الستور يمينا وشمالا، لا يمسها بيده فيدخل قصره، ثم يأتي خيمته من درة مجوفة فتستقبله الحوراء بالمعاطفة، والمصافحة، ثم وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم تنعمه معها، وانتقاله من حوراء إلى حوراء، وما يصل إليه من كرامة الله)).
مخ ۴۰