303

============================================================

خلافه على الله تبارك وتعالى الا أخذت الأحزان بقلبه، وإن كان نادمأ تاركأ لما يكره الله، محسنا(4).

قلت : من أين مخرج الحزن ؟

قال : علمهم بعلم الله عز وجل فيهم : آنه قد رآهم في مواطن يكرهها، فهم غير آمنين، لا تقرلهم اعين، ولا ينشطون لفرح، لما غلب على قلوبهم من الأحزان.

قلت : ما نعت الحزن في القلب ؟

قال : انكسار في باطنه يكسر الجوارح عن الانبساط .

قلت : ساكن او متحرك ؟

قال : متحرك في أوائله.

قلت : من أين حركته ؟

قال: متحرك لأنه مزوج بالخوف، فإذادام ذلك وتفاقم(4) سكن .

قلت : من اين سكونه في آخره ؟

قال : لأنه ممزوج بالكمد(5) ، والكمد ساكن غير متحرك.

قلت : فما علامة الحزن .

قال: الكمد الذي يسكنه.

قلت : بم يتزايد الجزن ؟

قال: على قدر المصيبة، كلما عظمت المصيبة عندهم عظمت الأحزان في (3) إلا أنه خالف الله تعالى يوما من الأيام . وهنا مذهب المحاسبي : أن يذكر التائب ذنبه ولا ينساه، على عكس غيره من الصوفية الذين يرون نسيان التائب لذتبه أفضل : (4) تفاقم : تعاظم وكبن (5) الكمد : شدة الحسرة والانكسار

مخ ۳۰۳