233

============================================================

قلت : صف لي حالة تعينني على مخالفته، ودفع نزغاته، وزدني في شرح بيان ذلك.

قال : افهم وفرق بين الداعيين : إلى ما دعا الله عز وجل، وإلى ما دعا إبليس. ثم انظر ايهما أحق أن تجيه: من دعاك إلى هلكتك، وتلف نفسك في طول مدتك، وأتعبك في ثبوت أسباب حيلتك، ووعدك الفقر في أمنيتك، أو تجيب من بدأك بنعمته، ولم ينسك في قديم وحدانيته، وخصك بالايمان في علم الغيب في دوام أزليته، ودعاك إلى جنته، وحسن كرامته، ولطيف بره، وتمام

واما العدو يريد أن يقطعك عن الله عز وجل، مولاك وسيدك، بسوء ظنونه وقنوطه، وشكوكه وخدعه، وحبائل مصائده، وكثرة غروره، ويزين لك العمل في نفسك . قال الله عز وجل : وزين لهم الشيطان آفمالهم فصدهم عن السبيل)(3).

ويريد أن يبعدك عن الله مولاك، وعن الحظ الجزيل من الله عز وجل، والنعمة القصوى(4)، ويعطيك الشكوك، ويأخذ منك السكون ويعطيك الاضطراب، وياخذ منك الصبر ويعطيك الجزع، ويأخذ منك الرضا ويعطيك السخط، ويأخذ منك الجد ويعطيك الهزل يمنعك أن تروح بالثقة، وتطمئن الى العدة(5)، ويسلط عليك الحرص، ويخوفك الفقر وطول الأمل، وسوء الظن بموعود الرب، ويشبط عليك نيتك، ويفسخ عليك عزمك، ويسوف لك في التوبة، ويقطعك عن الانكماش والمبادرة الى ما دعاك الله عز وجل، ويريد أن يفضحك عند خالقك ومولاك تبارك وتعالى.

(4) النمل : 24 ، العنكبوت: 38.

(4) كل هذه أمور معلومة بالضرورة فلماذا أهحل الناس رعايتها ؟

چيبنا صدر الدين الشيرازي عن السبب فيقول : إنها في اختلاف الناس، وانشغالهم بالصور عن الحقائق بدواعي النفوس . انظر (أسرار الآيات ص 53) : (5) العدة : وعد الله للعبد بضمان الرزق والكفاية والرعاية والحماية في كنف الإيمان والطاعة

مخ ۲۳۳