============================================================
مصرا على النذب . قال لقمان لابنه : "يا بني، لا تؤخر التوبة، فإن الموت يأت بفته0 ويقويك أيضأ على طلب التوبة ثلاث خصال : أولاها : ذكر الذنوب السالفة ، وقلة المطعم والمشرب(11)، مع ترك الكثير من الشهوات.
والثانية : جمع الهم لما تطلب، مع دوام ذكر الموت والثالثة: لزوم العلم بذكر ما قدمت، وهو الذي يطوى عليك ذكر ما ذكرت(17).
قلت : فما الذي حركه إلى التوبة وأيقظه وقطعه عن الغفلة ؟
قال: دوام الخوف، ورجاء الموعود، لأن الله عز وجل دعا خلقه بالرغبة والرهبة، فرهبهم بخوف الوعيد، ورغبهم بشوق رجاء الموعود . فهذا الذي يزعج العبد، ويهيجه على اصلاح شأنه، وما هو أولى به قلت : وما علامة الصادق في تويته ؟
قال : دوام الأسى على العمر الذي انقضى منه في البطالة واللعب، والاشفاق على أنه لا يدري : قبل منه التوبة أم لا، واستقلال ما عمل لله، مع دوام الانكسار والحزن، والاجتهاد والانكماش، والمسارعة ، مع الفزع من عارض الهوى والذنوب ، حتى تضيق عليه الأرض بما رحبت، ويعلم أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ، كما قال عز وجل : ( وعلى الثلائة الذين خلفوأ حتى إذا (16) ذكر الذنوب وشؤمها يوجه النفس إلى النفور منها، وقلة المطعم تضعف ميل النفس للشهوات (17) يعني : ان يلازم الخصلتين السابقتين فلا ينساهما، حتى يسهل عليه ذكر الموت، وذكر الذنوب، وذكر التوبة . ويضيف المحاسبي إلى ذلك: المعاتبة والتخويف . فيقول: وذكرها عظيم رائها، وكثرة ذنوبها، وأدام ذلك عليها، وجمله عله، فأوجع ضيرها، فسالت متها، واستغفرت من سوه ما تقدم من صنعها، فحمل عليها، وذكرها، ثم اخبرها أنه لا أمان عندها أن يكون ربها قد غضب عليها لما أسلفت من معاصيها
مخ ۲۲۵