210

============================================================

حائدة عن خالص فعلها، ملبسا عليها أمرها، مبغضة لكثير من حقوق ربها، متهاونة بالورع في كثير من أحوالها، قاهرة لعقولها، متقلبة في شهوات قذرها، لم تصحح (1) حلالها، مسوفة بالإنابة من أسواء سرائرها، ومن تبعات العباد لديها، مطوية على أدواء قصر علمهم عنها، ولم ينتبه القوم من رقدة الهوى، ليعرفوا فقرهم إلى الإنابة من أعمال استحسنوها، وإلتمسوا عليها ثوابا، وعسى العقوبة أولى بهم فيها .

الا فإحذروا ما نعت لكم من أدواء النفوس، ومكائد الشيطان، فإن في القول والعمل المكتوم فينا لهوى وشهوات، وإرادة في النفوس كثيرة، فما ظنكم بأدواء النفوس إذا ظهرت في العلم والعبادة (2)؟

يا قوم: فلا تعدلوا بالسلامة شيئا واقبلوا النصيح الشفيق عليكم، ولا ينبئك مثل خبير، والله شهيد على ما تعملون، وفقنا الله واياكم لكل خير برحمته بحمد وآله يا رب العالمين: (1) في الأصل : لم تصح.

() في الأصل : إذا ظهر العلم والعبادة .

مخ ۲۱۰