«أما بعد: فان الله اصطفى محمدا صلى الله عليه [وآله] وسلم على خلقه، وأكرمه بنبوته، واختاره لرسالته، ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده وبلغ ما ارسل به صلى الله عليه [وآله] وسلم وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه (1) وقد أحسنوا وأصلحوا وتحروا الحق.
وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم فان السنة قد اميتت، وان البدعة قد احييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري اهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة الله».
فكل من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه.
غير المنذر بن الجارود، فانه خشي بزعمه أن يكون [رسول الحسين (عليه السلام): سليمان] دسيسا من قبل عبيد الله، فجاءه بالرسول من العشية التي يريد أن يسبق في صبيحتها إلى الكوفة، وأقرأه كتابه إليه.
فقدم [عبيد الله] الرسول فضرب عنقه.
وصعد منبر البصرة ...
مخ ۱۰۷