200

قال: فتحاجز الناس (2) وثاروا إلى أمرائهم.

نصر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبى الزبير قال: كانت وقعة صفين في صفر.

قال نصر: في حديث عمر - يعنى ابن سعد (3) - إن عليا عليه السلام لما انسلخ المحرم أمر مرثد بن الحارث الجشمى فنادى عند غروب الشمس: يا أهل الشام، ألا إن أمير المؤمنين يقول لكم: إنى قد استدمتكم واستأنيت بكم (4) لتراجعوا الحق وتنيبوا إليه، واحتججت عليكم بكتاب الله ودعوتكم إليه، فلم تتناهوا عن طغيان، ولم تجيبوا إلى حق.

وإنى قد نبذت إليكم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين.

فثار الناس إلى أمرائهم ورؤسائهم.

قال: وخرج معاوية وعمرو بن العاص يكتبان الكتائب، ويعبيان العساكر، وأوقدوا النيران، وجاءوا بالشموع (5)، وبات على عليه السلام ليلته كلها يعبى الناس، ويكتب الكتائب، ويدور في الناس يحرضهم.

نصر: عمر بن سعد، وحدثني رجل عن عبد الله بن جندب عن أبيه أن عليا عليه السلام كان يأمرنا في كل موطن لقينا معه عدوه يقول: لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم ، فإنكم بحمد الله على حجة، وترككم إياهم

__________

(1) انظر ما سبق في ص 28.

(2) تحاجز القوم: أخذ بعضهم بحجز بعض.

(3) خلط ابن أبى الحديد بين هذا الإسناد وسابقه فجعلهما لعمرو بن شمر.

(4) في الأصل: " قد استنبذتكم واستأناتكم "، صوابه في ح.

وفي الطبري (6: 5):

" قد استدمتكم " فقط.

(5) وجاءوا بالشموع، ليست في الطبري.

مخ ۲۰۳