199

قالا: فمن لم يشهد أن عثمان قتل مظلوما فنحن برآء منه.

ثم قاما فانصرفا.

فقال عليه السلام: (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين.

وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون).

ثم أقبل على أصحابه فقال: لا يكون هؤلاء بأولى في الجد في ضلالتهم منكم في حقكم وطاعة إمامكم (1).

ثم مكث الناس حتى دنا انسلاخ المحرم.

نصر: عمرو بن شمر، عن جابر عن أبى الطفيل، أن حابس بن سعد الطائى (2) كان صاحب لواء طيئ مع معاوية، فقال: أما بين المنايا غير سبع * بقين من المحرم أو ثمان أما يعجبك أنا قد كففنا * عن اهل الكوفة الموت العيانى (3) أينهانا كتاب الله عنهم * ولا ينهاهم السبع المثانى (4) فقتل بعد، وكان مع معاوية.

فلما انسلخ المحرم واستقبل صفر، وذلك في سنة سبع وثلاثين، بعث على نفرا من أصحابه حتى إذا كانوا من عسكر معاوية حيث يسمعونهم الصوت قام مرثد بن الحارث الجشمى فنادى عند غروب الشمس: يا أهل الشام، إن أمير المؤمنين على بن أبى طالب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون لكم: إنا والله ما كففنا عنكم شكا في أمركم، ولا بقيا عليكم، وإنما كففنا عنكم لخروج المحرم، ثم انسلخ، وإنا

__________

(1) الطبري فقط: " وطاعة ربكم ".

(2) سبقت ترجمته في ص 64.

وفي الأصل: " بن سعيد " تحريف.

(3) العيانى: منسوب إلى العيان.

وفي الأصل: " العيان ".

(4) السبع المثانى: السور الطوال من البقرة إلى التوبة، على أن تحسب التوبة والأنفال سورة واحدة، ولذلك لم يفصل بينهما في المصحف بالبسملة.

(*) قد نبذنا إليكم على سواء (1)، إن الله لا يحب الخائنين.

مخ ۲۰۲