وتقدم عبدالله بن وهب الراسبي. وصاح يا بن أبي طالب. لا نبرح من هذه المعركة أو تأتي على أنفسنا أو نأتي على نفسك. فابرز الي. وأبرز اليك. وذر الناس جانبا. فلما سمع علي (ع) كلامه تبسم. وقال : قاتله الله من رجل ما أقل حياءه أما انه ليعلم اني حليف السيف وخدين الرمح. ولكنه قد يئس من الحياة أو انه ليطمع طمعا كاذبا. قال ثم حمل الرجل على علي (ع) وحمل علي عليه فضربه علي بسيفه وقتله ، وألحقه بأصحابه ، قال : ثم التقى الجمعان وحمي الوطيس. واشتد الجلاد. فما كانت إلا ساعة. حتى صارت الحرورية كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف. هذا وقد قتل من أصحاب علي (ع) في ذلك اليوم تسعة منهم رؤبة البجلي. ورفاعة بن وايل الأرحبي. والفياض بن خليل الأزدي. وكيسوم بن سلمة الجهني. وحبيب بن عاصم الأزدي وأربعة آخرون رضي الله عنهم.
قال الراوي : قال علي (ع) في ذلك اليوم بعد أن أفنى القوم اطلبوا ذا الثدية. فطلبوه فلم يجدوه. فقال (ع) اطلبوه. فوالله ما كذبت ولا كذبت ثم قام (ع) وركب بغلته وهي بغلة رسول الله (ص) ومضى نحو القتلى. فقال : اقلبوا هذه الأشلاء فقلبوا تلك الجيف ونحوها جانبا. حتى عثروا عليه فاستخرجوه. فإذا هو
مخ ۶۳