وسنة نبيه. فيرشقونه بالنبل ويقتلونه. قال : ولما انتهينا الى القوم فإذا هم في معسكرهم لم يبرحوا ولم يترحلوا. فنادى الناس وضمهم ثم اتى الصف. وقال (ع) من يأخذ هذا المصحف فيمشي به الى هؤلاء القوم. فيدعوهم الى كتاب الله وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة فما أجابه أحد إلا شاب من بني عامر بن صعصعة فلما رأى حداثة سنه قال : له ارجع إلى موقفك ثم أعاد القول فما أجابه أحد إلا ذلك الشباب فقال له (ع) أما أنك مقتول قال فمشى بالمصحف حتى إذا دنا من القوم بحيث يسمعهم فناداهم فعطفوا عليه وجعلوا يرمونه بالنبل وصار وجهه كالقنفذ وحمل عليه أحدهم وضربه بسيفه فقتله فقال (ع) دونكم لاقوم قال فحملنا عليهم وقد ذهب الشك عني وقتلت بيدي ثمانية من الخوارج.
هذا وقد كان حمل فارس من الخوارج في تلك الساعة. يقال له الأخنس الطائي. وكان شهد صفين مع علي (ع) فحمل وشق الصفوف يطلب عليا (ع) فبدره علي بضربة فقتله. ثم حمل ذو الثدية ليضرب عليا فسبقه علي (ع) وضربه ففلق البيضة ورأسه. ومضى به الفرس يعدوا حتى ألقاه في آخر المعركة في جرف دالية على شاطىء النهروان وخرج ابن عمه. مالك بن الوضاح. وحمل على أمير المؤمنين (ع) فضربه علي بسيفة وقتله.
مخ ۶۲