والخراب. ودخل تونس في العشرين من صفر بعسكره سنة أربع وثلاثين وثلثمائة فنهبوا جميع ما فيها وسبوا النساء والأطفال وقتلوا الرجال وهدموا المساجد ولجأ كثير من الناس الى البحر فغرق. فسير اليهم القائم عسكرا الى تونس فخرج اليهم أصحاب ابي يزيد واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم عسكر القائم هزيمة عظيمة. ثم عدلوا على عسكر ابي يزيد فهزموه ودخلوا تونس وأخرجوا من فيها من عسكر ابي يزيد. وكان لأبي يزيد ولد اسمه أيوب. فلما بلغه الخبر جهز جيشا جرارا وقصد تونس. فدخلها وأحرق ما بقي فيها وقتل أناسا بها. وتوجه الى باجة فقتل من اصحاب القائم. ودخلها بالسيف فأحرقها وكان هذه المدة من القتل والسبي والتخريب ما لا يوصف. وحمل عسكر القائم على ابي يزيد ثلاث حملات. وفي الحملة الثالثة تغلبوا على أبي يزيد وحاصر أبو يزيد بلدة سوسة. وكان بها عسكرا للقائم وعمل في تلك الوقعة الدبابات والمنجنيقات. فقتل من أهل سوسة خلق كثير وفي ذلك الحين فوض القائم العهد الى ولده اسماعيل المنصور. وتوفي القائم فكتم المنصور موت ابيه خوفا من ابي يزيد لقربه وهو على مدينة سوسة ، وعمل المنصور المراكب وشحنها بالرحال واستعمل عليها رشيقا الكاتب. ويعقوب بن اسحاق. ووصاهما أن لا يقاتلا حتى يأمرهما ثم سار من
مخ ۲۱۲