============================================================
6 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ورؤية الناس، فقال لها: إن كانت دعواك صادقة فدعيني أجرب ذلك؛ فإن الامتحان يظهر عيب الدعي ثم وضع يده ليخلع ويتجرد فجاءها الموت عند تغير زيها وأن يراها الناس على صورة التجريد، وإذا هو يسمع صوتا عليا يقول: يا من خرب بيت عقله لتدع لى عرضك معى، و الذي أحبه يسمو على الاكوان تخلع عند ذلك واستمر على ذلك عل حاله.
التول اسوى الله تعالى انقطع إلى الله وأما التوكل فهو نتيحة الزهد؛ فإن كل من ترك ما
تعالى وآوى إليه واعتصم به وتوكل عليه وفوض آمره إليه واعتمد في جميع آحواله عليه، وهو كالطفل الرضيع الذي لا يعرف غير أمه في طعامه وشرابه وسكوته ومنامه، لا يفرح إلا بها ولا يحزن إلا عليها ولا يعرف شيئا سواهاء ويدخل في التوكل التفويض وهما شيء واحد، قال الله تعالى: (وعلى الله فليتوكل المتوكلون} [إبراهيم: 12] .
وقال الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة:2] .
وقال الله تعالى: إن الله يحب المتوكلين} [آل عمران: 159] .
وقال عز من قائل: ومن يتوكل على الله فهو حسبة} [الطلاق:3] .
وورد في الحديث: "لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطان (1.
وقوله تعالى في كفالة زكريا مريم عليها السلام فقال عز من قائل: وكفلها زگريا كلما دخل عليها زكريا المخراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عنده الله إن الله يؤزق من يشاء بغير حساب} [آل عمران: 37].
الرفقى وأعرف فقيرا كان إذا توجه إلى جهة لا يحمل معه شيئا، ولا يسلك مظآن الناس، ولا يسأل أحذا شيئا، ولا يأكل إلا شيئا مخصوصا مما يصح عنده حله، فاتفق أنه قصد يوما أنه يتوجه إلى مكان في البر يتوجه فيه، فسأله فقير أن يكون رفيقه وكان (1) رواه الترمذي (543/4)، وابن ماحه (1394/2)، وأحمد (30/1)، وابن حبان (509/2).
مخ ۳۸