============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد العقاب وإنه لغفوز رحيم} [الأعراف: 167] إشارة لاعتدال خوف المؤمن ورجائه، ومن كان له آنسن بالله تعالى يتحفظ ويتحرز من الانبساط في إساءة الآدب مع الله تعالى فإن كثرة البسط والإفراط فيه يؤدي إلى إساءة الآدب ووجود الوحشة والقبض وقد قلت: وأصفيت لي منك الوداد فحيث ما سليت به ليي وصرت به أنسي تحافيت عني حيث لا لي حيلة ورميتني بالصد في الجن والإنس العضمة والهيبة وأما شهود العظمة والهيبة فهو مقام الآنبياء عليهم الصلاة والسلام والعارفين بالله تعالى بحسب ميرائهم من نبيهم ومن الصحابة والتابعين وأهل زماي ممن كان لذلك أهلا فقد كان رسول الله يل إذا هبت الريح يتغير وحهه وفي سؤاله لما حصل بالمسلمين ما حصل من الكفار وسؤاله ربه وقوله : ددإن تهلك هذه العصابة لن تعبد بعدها في الأرض (الم بعد تقدم الوعد له بالنصر وقول أبي بكر يه: إن ربك منخز لك ما وعذك- أو كما قال ظه-، وذلك أن أبا بكر ظه وقف مع وعد الله تعالى له، ورسول الله نظر إلى ما لله تعالى فعله فإن المشيئة لا حجر عليها، وإن الله تعالى يفعل ما يشاء ويختار وفي قوله تعالى: ( فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا} [المائدة: 17] كفائة عما قلناه في هذه الوقائع.
وآما شهود العظمة وتلاشي وجود العبد عند ظهور وجود الله تعالى له وتجلي العظمة لا يثبت له شيء فلما تجلى ربه للجبل جعله ذكأ وخر فوسى صعقا [الأعراف: 143].
فمن ذلك قال: ليتني كنث كذا، وقال أبو بكر ه: ليتني لم أك شيئا، وقال عمر ظه: ليت أم عمر لم تلذ عمر، وهذا مقام الهيبة، ولا يكون ذلك إلا عن الخوف (1) رواه مسلم (1383/3)، وأحمد (117/1).
مخ ۳۰