158

واحد في سلوك

ژانرونه

============================================================

166 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وقال لعمه أبي طالب: "قلها لي يا عم أشهد لك بين يدي الله تعالى (الم أعني كلمة الشهادة، فأبى؛ لأنه لم يكن له قابلية الاستعداد، فإن القابلية شرط في وجود القبول، وقد تقل عن ابن علوان(2) مريد السيد الجنيد رضي الله تعالى عنهما - أنه قال: كنت واقفا في الصلاة فخامرتني شهوة ورتما قال: فانتقض وضوئي فاسود لذلك وجهي وجلدي، فدخلت الحمام فدلكته فازداد سوادا فدخلت بيتي وغلقت الباب فأتاني رسول السيد الجنيد فأشخصني إلى بغداد، فلما وقفت بين يديه قال لي: يا ابن علوان، تقف بين يدي الله تعالى في الصلاة وتخامرك الشهوة؟ والله لولا أني دعوت الله لك (3) وتبت عنك للقيت الله تعالى بذلك السواد(2).

وكان ابن علوان إذ ذاك بالبصرة والسيد الجنيد ببغداد، فانظر يا آخي إلى هذه المطالبة لما اطلع عليه وسيع وسوسة نفسه كيف سئر طلبه؟ وطالبه في الصورة الظاهرة المحسوسة، كما كانت الشهوة أيضا باطنة ثم أظهر أثرها عليه، وكما أن العلم يهاكان باطنا، فأظهره لظهور أثر الشهوة بالمقابل للكشف والقول باللفظ خشية ألا ينقطع عن طريقه، ويحجب عن سعادته.

ولذلك لا تصخ التربية من الشيخ بعد موته ويصخ الانتفاع بعد موته وانبعاث ته: والتربية تحتاج إلى التعليم، بالقول والفعل والأمر والنهي ظاهرا وباطنا معقولا ومحسوسيا في كل حركة وسكون وخطرة من الخطرات، ولفتة من اللفتات في جميع الأزمنة والساعات، وكل ذلك من الميت لا يقع وإن وقع بعضه، والتربية في نفسها في حياته، انتقل إلى غيرها بموته، وانتقل غيره إليها بحياته وحكم هذه الدار في تطورها غير حكم البرزخ في تطؤره وحكم الدار الآخرة في عوالمها غير أحكام هذه الدار في عوالمها (1) رواه البخاري (457/1)، ومسلم (55/1).

(2) روى عن الإمام الجحنيد عدة أخبار، وانظر: كتابنا الإمام الجنيد سيد الطائفتين (ص142، 165، 0(225 ،170 (3) انظرة الإحياء (54/4)، والقوت (378/1) .

مخ ۱۵۸