143

واحد في سلوك

ژانرونه

============================================================

153 الوحيد في سلوك أهل التوحيد فانظر إلى هذا الإطلاع وتحقيق هذا الشهود، وهذا العلم الذي لا يدخله الحدس ولا التخمين ولا الشك ولا الارتياب، ولا يحتاج فيه إلى إذن من له اليد الظاهرة بالملك، إذا وجد الإذن من مالك الملك، والإذن من الله تعالى لا يقع إلا حقيقة بالمطابقة مع الحكم الظاهر، وإن لم يظهر ذلك في الحكم للناس لكنه مطابق في نفس الأمر، لأن أحكامه وحكمته على وجوه الكمال من كل وجه، وإلا من أين للناس بما وقفه ذلك بينه وبين ربه ؟

وأما كون الشيخ أبي العباس دخل على الأمير عز الدين من غير إذن، فهو يحتمل وجوها: منها أن يكون أصحاب القصص مظلومين، وهم في شدة لا تحتمل التأخير ولا يقدرون على الوصول إلى الأمير، لا سيما في ذلك الوقت، وتأخير المنكر مع القدرة على إزالته لا يجوز، ومن قدر على إغاثة مظلوع ولم يغثه، كان هو ظالما، فيجب حييذ ردع الظالم عن المظلمة لمن قدر على ذلك، وما لا يتوصل إلى الواحب إلا به فهو واجب، فلزم دخوله ولا يقدر أن يدخل على غير تلك الحالة ، إذ هو لو استأذن ما بلغوا الإذن وما أذنوا له فهذا وجه.

والوجه الآخرة لو كان لك مال في بيت وقد غلق دونه بابت لجاز لك فتحه، وأخذ مالك من غير إذن صاحب البيت، وكذلك إذا خشيت على إنسان التلف وهو في بيت جاز لك فتح ذلك البيت وهذا وجه،: والوجه الثالث: يحتمل أن يكون سرعة دخوله على تلك الحالة ليمنع الأمير من الإقدام على ما لا يجوز الإقدام عليه، من أكل وغيره من طريق الكشف والاطلاع، أو يكون ذلك سببا لجذبه إلى الله تعالى، ويكون مأذون له في ذلك، فإن الأمير وحد بذلك السبب خيرا كثيرا، وعمل بعد ذلك مدارس، وأنشأ مساجد وأوقف أوقافا، والله تعالى أعلم أي الوجوه المحوزة له كانت وإنما قصدنا رفع الإنكار على أولياء الله تعالى، ومن اطلاعه وكشفه ما أخبرني به الفقيه سراج الدين عمر بن ناشئ، عن والده الشيخ نحم الدين، عن نور الدين بن الجناح الحاجب بقوص، أن الأمير علاء الدين

مخ ۱۴۳