125

واحد في سلوك

ژانرونه

============================================================

136 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وصلينا وقد صار جسمه مثل الباذنحانة من البرد، فانظر يا أخي إلى هذا الإيثار بالنفس في وقت الضرورة والبرد.

قال: ثم سافرنا حتى وردنا على امرأة في الطريق فقلت لها: أي شيء عندك نأكر؟ وكانت شيخة وكانت تحلس الفقراء فقالت: يا فقير، ورد على سبعون فقيرا، وليس عندي إلا مدين دقيق وما أعرف إيش أصنع فقال لها ذلك الفقير: تنيبيني اليوم في خدمة الفقراء، قالت له نعم؟

قال: فأخذ الدقيق وعحن وقرص وجعلنا نحمل ونعجن ونقرص حتى أكل الفقراء وشبعوا، وبقي الدقيق وربما قال والعجين والخبز. وسافونا إلى دمشق وأقمنا، قال لي: أتسافر معي؟ فامتنعت وخفت على نفسي أن يصدر مني شيء مع مثل هذا الرجل لا يعجبه، ثم سافرت وحدي، فلما وردث على المرأة قالت لي: أين صاحبك؟ قلت لها: تركثه أو كلمة هذا معناها، فقالت: والله يا فقير نحن في بركة ذلك اليوم حتى إلى هذه الساعة.

والمؤثرون بالمال والثياب كثير، ورأيت من آثر بثوبه وبلغني عن الشيخ سراج الدين بن قاضي عيذاب، المقدم ذكره، أنه كان في موضع الطهارة أعني المرحاض فخلع ثوبه ورمى به، يعني آثر به، وبقي غريائا حتى آتوه بشيء لبسه.

ومن رأيته في هذا المعنى كثير، وقد غاب عني أسماؤهم لطول المدة وعدم استحضارهم، ومن غير الطائفة جماعة أعرفهم، وجماعة سمعت عنهم كمن كان في زمن الخلفاء العباسيين، كالوزراء البرامكة يحيى بن خالد وجعفر ولده والفضل وغيرهم، والحكايات كثيرة يطول ذكرها.

ومنها ما اتفق لما قتل مروان بن محمد الأموي، واستتر كاتبه ابن عبد الحميد عند صديقه ابن المقفع فوشى هما إلى عند السفاح فهجمت رسله عليهما فقال لهم ابن المقفع: ما تطلبون؟ قالواء نطلب ابن عبد الحميد قال لهم: ابن المقفع أنا ابن عبد الحميد فقال ابن عبد الحميد: لا والله، بل هو أنا فقال ابن المقفع: لا والله، بل هو أناء. فلما طال قال ابن عبد الحميد: أخرجونا للناس يعرفونا فأخرجوهما فعرف ابن

مخ ۱۲۵