============================================================
اى الوحيد في سلوك أهل التوحيد يعود أبدا حتى يذهل ذلك العزم عقله، ويقطع نياط قلبه الخجل مما وقع فيه واطلاع الله
تعالى عليه، ويجد لذلك ذوقا ويظهر آثر ذلك عليه، فهذه توبة العامة، وأما توبة الخاصتة فهو نوع مما ذكرناه أولا من الاستغفار المذكور.
لصه(1) التوية النص وأما التوبة النصوح فإنها أخص من ذلك، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمثوا
ثوبوا إلى الله تؤبة نصوحا [التحرمم: 8.
وهي تكفر السيئات وتبدلها بالحسنات، وهي تغيب التائب عن الخواطر التي تحصل في نفس المتردد، فلا يصح مع التردد إلا حظ جواز الوقوع في الذنب في حالة التوبة، والتوبة النصوح تغيبه عن ذلك كله.
وأعرف فقيرا وحد ذلك، وذلك أنه حين وقع في الذنب كان كالغائب عما وقع فيه، فأذهله ذلك وطاش عقله وسلب لبه، وفزع إلى الله تعالى فزعة استخرجت من قلبه
الذنب وأنسته الوقوع فيه حتى رجع إلى الله تعالى بالأنس به، فإن الخوف إذا اشتد استوحش الخائف، كالقدوم على الملك مع الخوف منه.
ولذلك لما دخل الجنيد على السري رضي الله عنهما -111 فوجد عنده فكر، فقال: ما بالك يا أستاذە فقال: دخل على شاب آنفا فقال ما التوبة؟ فقلت: ألا (1) قال الشيخ اين سبعين قدس سره - التوبة: هي الرجوع لغة، وهي الندم على المعصية وتركها، والعزم على عدم الرجوع إليها شرغا، ونقول: التوبة: هي رحوع التائب عن المعصية بأمر آمر يحكمه إلى رجوعه، ويخوفه ويرغبه، ويترك ما هو عليه؛ لأجل ما هي عنه، ولأجل ما هو ترك له، ويرجع إلى ما أمر به، وهذا القسم ذكره سيدنا في: "الرضوانية، ونقول: التوبة هي غسل الإشابة الواقعة في المحل الظاهر، وتقول التوبةة هي انصراف العبد إلى ربه، ورجوعه إليه بالقوى الحسمانية والروحانية منه، ومشيه على القاتون الشرعي صحبة العلم والعمل وتقول: التوبة هي خروج العبد من اختياره وصفاته القائمة به، وأخذه اختيار الشرع وتصرفه به، وتوسط أقواله وأقعاله، وجملته بين الأمر والنهي، ونقول: التوبةة هي الخروج عن الهوية العرضية، والأخلاق السيئة، والدخول في الآنية الذاتية، والتجوهر بالأسماء الرحمانية. واتظرء رسائل ابن سبعين (170)، (2) انظر في ترجمة ومعرفة مناقب وأخبار كلا من سيدنا الجنيد وخاله سيدنا السري، كتابنأ الإمام الجنيد سيد الطائفتين طبع العلمية بيروت - وكتاب روضة الحبور لابن الأطعاني-، طبع دارة الكرز حمصر.
مخ ۱۰