حديث خرافة يا أم عمرو
وليس في هذا موضوع عجب، فإن هذه الفكرة - فكرة البعث - المحببة إلى نفوس الآريين؛ شديدة الغرابة عند الساميين! وآية ذلك أن اليهود أنفسهم لم يقبلوها من الفرس إلا بعد تشريدهم
28
إن لم نقل في أوائل التاريخ الميلادي، على أن جماعة الصدوقيين نفسها - وهي كبيرة العدد - قد رفضت فكرة البعث ولم تقبلها قط.
29
كذلك لم يلق محمد
صلى الله عليه وسلم
مقاومة جدية من العرب إلا حين دعاهم إلى هذه الفكرة، ونادى فيهم بوجوب الإيمان بصحتها، وما زال البدوي - إلى أيامنا هذه - لا يعنيه أمر البعث ولا يكترث له.
30 (9) المسيحية واليهودية
قلنا إن ديانة العرب الأولى كانت واهية لا ترتكز على أساس متين، ومتى أقررنا ذلك سهل أن نفرض أنه كان من اليسير على العرب أن يقبلوا دينا آخر - غير دينهم هذا - فيدينوا بالمسيحية أو اليهودية مثلا، وهذا كلام صحيح ولكن إلى حد ما، فقد انتشرت المسيحية لهذا السبب نفسه في جهتين: انتشرت في بلاد الحبشة - جنوبا - وفي سوريا - شمالا - حيث لقيت شيئا من القبول، وقد انتصرت كذلك في مدينة نجران في وقت مبكر، ودانت شبه جزيرة سينا بالمسيحية؛ وأصبح علم النصرانية خفاقا على كثير من الأديرة والكنائس، كما تنصر عرب سوريا.
ناپیژندل شوی مخ