159

روانکې لمن

الوابل الصيب - الكتاب العربي

پوهندوی

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

خپرندوی

دار عطاءات العلم (الرياض)

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

د خپرونکي ځای

دار ابن حزم (بيروت)

ژانرونه

معاصر
تصوف
فهذه أربعة مواضع ذكر الله تعالى فيها أنه يَجْزِي المحسن بإحسانه جزائين: جزاءً في الدنيا، وجزاءً في الآخرة. فالإحسانُ له جزاءٌ مُعَجَّلٌ ولابُدّ، والإساءة لها جزاءٌ مُعَجَّلٌ ولابُدّ. ولو لم يكن إلا ما يُجَازى به المُحْسِنُ (^١): من انشراح صدره، وانفساح قلبه، وسروره، ولذته بمعاملة ربه ﷿، وطاعته، وذكره، ونعيم روحه بمحبته وذكره، وفرحه بربه ﷾ أعظم مما يفرح القريب من السلطان الكريم عليه بسلطانه. وما يُجَازى به المسيء: مِنْ ضيق الصدر، وقسوة القلب، وتَشَتُّتِه، وظُلْمَتِه، وحزازاته (^٢)، وغمه، وهمه، وحزنه، وخوفه، وهذا أمر لا يكاد من له أدنى حِسٍّ وحياة يرتابُ فيه، بل الغموم والهموم والأحزان والضيق (^٣) عقوباتٌ عاجلة، ونارٌ دنيوية، وجهنَّمُ حاضرةٌ. والإقبالُ على الله تعالى، والإنابة إليه، والرضى به وعنه (^٤)، وامتلاء القلب من محبته، واللَّهج بذكره، والفرح والسرور بمعرفته = ثوابٌ عاجل، وجَنَّةٌ حاضرة، وعَيْشٌ لا نسبة لعيش الملوك إليه ألبتة.

(^١) (ت) و(م): "المحسنين"، والضمائر بعده بصيغة الجمع. (^٢) "وحزازاته" من (ح) و(ق). (^٣) "والضيق" من (ح) و(م) و(ق). (^٤) (ت) و(ح): "والرضى عنه".

1 / 108