الفاعل، وإن كان إياه لأنها إضافة غير حقيقية نحو قولك: الحسن الوجه، والشديد اليد، والحسن للوجه والشدة لليد وإنما دخلت الألف واللام -وهي لا تجتمع مع الإضافة- على الحسن الوجه وما أشبهه لأن إضافته غير حقيقية، ومعنى: حسن الوجه، حسن وجهه، وقد أفردت بابًا للأسماء التي تعمل عمل الفعل، أذكره بعد ذكر الأسماء المرتفعة إن شاء الله.
الضرب الثالث:
أن يعمل الاسم لمعنى الحرف وذلك في الإِضافة، والإِضافة تكون على ضربين١: تكون بمعنى اللام وتكون بمعنى "من". فأما الإِضافة التي بمعنى اللام فنحو قولك: غلام زيد، ودار عمرو، ألا ترى أن المعنى: غلام لزيد ودار لعمرو، إلا أن الفرق بين ما/ ٢٣ أضيف بلام وما أضيف بغير لام، أن الذي يضاف بغير لام يكتسي٢ مما يضاف إليه تعريفه وتنكيره، فيكون معرفة إن كان معرفة ونكرة إن كان نكرة، ألا ترى أنك إذا قلت: غلام زيد، فقد عرف الغلام بإضافته إلى زيد، وكذلك إذا قلت: دار الخليفة، عرفت الدار٣ بإضافتها إلى الخليفة. ولو قلت: دار للخليفة، لم يعلم أي دار هي، وكذلك لو قلت: غلام لزيد، لم يدر أي غلام هو، وأنت لا تقول: غلام زيد فتضيف إلا وعندك أن السامع قد عرفه كما عرفته. أما٤ الإِضافة التي بمعنى "من" فهو أن تضيف الاسم إلى جنسه نحو قولك: ثوب خز وباب حديد، تريد ثوبًا من خز وبابًا من حديد، فأضفت٥ كل واحد منهما إلى
_________
١ ذكر ابن السراج اللام و"من" والنوع الثالث هو "في" وهي مقدرة في كل إضافة كان المضاف إليه فيها ظرفا، إضافة على جهة حلول المعنى في الشيء على معنى الوعاء -كقوله تعالى: ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَار﴾ - وإنما المعنى: بل مكركم في الليل والنهار "انظر الكتاب" ١/ ١٠٨.
٢ في "ب": يكتسب.
٣ الدار: ساقطة من "ب".
٤ في "ب" وأما.
٥ في "ب" فأضيف.
1 / 53