تفسير الأول، وهو الاسم:
الاسم: يعمل في الاسم على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول:
أن يبنى عليه اسم مثله أو يبنى على اسم ويأتلف١ باجتماعهما الكلام ويتم، ويفقدان العوامل من غيرهما نحو قولك: "عبد الله أخوك".. فعبد الله، مرتفع بأنه أول مبتدأ فاقد للعوامل، ابتدأته لتبني عليه ما يكون حديثًا عنه: "وأخوك" مرتفع بأنه الحديث المبني على الاسم الأول المبتدأ.
الضرب الثاني:
أن يعمل الاسم بمعنى الفعل، والأسماء التي تعمل عمل الفعل أسماء الفاعلين٢ وما شبه بها والمصادر وأسماء سموا الأفعال بها، وإنما أعملوا اسم الفاعل لما ضارع الفعل، وصار الفعل سببًا له وشاركه في المعنى وإن افترقا في الزمان، كما أعربوا الفعل لما ضارع الاسم فكما أعربوا هذا أعلموا ذلك، والمصدر حكمه حكم اسم الفاعل، أعمل، كما أعمل إذا كان الفعل مشتقًّا منه، إلا أن الفرق بينه وبين اسم الفاعل أن المصدر يجوز أن يضاف إلى الفاعل وإلى المفعول؛ لأنه غيرهما٣، تقول/ ٢٢: عجبت من ضرب زيد عمرًا، فيكون زيد هو الفاعل في المعنى وعجبت من ضرب زيد عمرو فيكون زيد هو المفعول في المعنى ولا يجوز هذا في اسم الفاعل، لا يجوز أن تقول: عجبت من ضارب زيد، وزيد فاعل؛ لأنك تضيف الشيء إلى نفسه، وذلك غير جائز..
فأما ما شبه٤ باسم الفاعل نحو: حسن وشديد فتجوز إضافته إلى
_________
١ زيادة من "ب".
٢ في "ب" كاسم الفاعل.
٣ في "ب" إلى المفعول لا غير، وانظر الأشباه والنظائر ٢/ ١٩٣ نقل النص المثبت عن الأصول.
٤ في "ب" المشبه.
1 / 52