اورګانون جدید

عادل مصطفی d. 1450 AH
80

اورګانون جدید

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

ژانرونه

وهي أرطب بكثير من حيث النوعية (على الأقل كما تصلنا خلال الهواء). (3) (وهذا هو الفرق الرئيسي) أنها متفاوتة للغاية، تعلو وتزداد ثم تهبط وتقل، الأمر الذي يسهم إسهاما كبيرا في تكوين الأجسام، وقد صدق أرسطو حين قال بأن السبب الرئيسي لكون الأشياء وفسادها هنا على سطح الأرض هو المسار المائل للشمس خلال دائرة البروج

Zodiac ، والذي ينتج عنه التفاوت الغريب في حرارة الشمس، بتغير النهار والليل من جانب، وبتعاقب الصيف والشتاء من جانب، إلا أن أرسطو سرعان ما أفسد وحرف ما أصاب في اكتشافه، فهو بصفته حكما على الطبيعة فقد قرر جازما أن اقتراب الشمس هو سبب الكون، وابتعادها سبب الفساد، بينما الصواب أن كليهما - الاقتراب والابتعاد - هما سبب الكون والفساد دون تفرقة ودون تتابع، إذ إن تفاوت الحرارة يخدم الكون والفساد، بينما تساوي الحرارة يخدم الحفظ فقط. (4)

هناك أيضا فرق رابع بين حرارة الشمس وحرارة النار، وهو فرق ذو دلالة هائلة، فالشمس تنشر عملياتها خلال آماد طويلة من الزمن، بينما عمليات النار (بإلحاح من عجلة الإنسان) تحمل على أن تنتج أثرا في فترة قصيرة نسبيا، ومع ذلك فبوسع المرء أن يراعي بدأب أن يتحكم في حرارة لهب ويخفضه إلى درجة خفيفة ومعتدلة (وهناك طرق كثيرة لذلك)، وبوسعه أيضا أن يرد رطوبة ويمزجها بها، وبوسعه خاصة أن يحاكي تفاوت حرارة الشمس، ثم أن يصبر على الوقت الذي تأخذه (لن يكون طويلا كالوقت الذي تستغرقه عمليات الشمس، ولكنه أطول على كل حال مما دأب الناس على أخذه في استعمالات النار)، إذا فعل المرء كل ذلك فسوف يطرح بسهولة فكرة عدم تجانس الحرارة، وسوف يقترب - باستخدام حرارة النار - من عمليات الشمس أو يتساوى معها، وربما يفوقها في بعض الحالات، ثمة «شاهد تحالف» مماثل، وهو عملية إنعاش الفراش المدوخ ونصف المقتول بالبرد بقليل من التدفئة من اللهب، بوسعك في هذا الشاهد أن ترى بسهولة أن النار تنعش حياة الحيوانات مثلما هي تنضج النباتات، كذلك من الواضح أن اختراع فراكاسترو

Fracastoro

الشهير للوعاء المسخن (الذي يحجم

53

به الأطباء رءوس ضحايا السكتة الدماغية الميئوس من حالاتهم) يمدد أرواح الحيوان التي أخمدتها وأطفأتها تقريبا أمزجة الدماغ وانسداداته، وتحفزها إلى النشاط، إنها تعمل كما تعمل النار على الماء أو الهواء، إلا أن لها أثر استعادة الحياة، والبيض أيضا قد يفقس بواسطة حرارة النار، في محاكاة مباشرة لحرارة الحيوان، وهناك شواهد أخرى عديدة من هذا القبيل، بحيث لا تدع لأحد مجالا للشك في أن حرارة النار - في موضوعات كثيرة - يمكن أن تلطف لتكون شكلا من حرارة الأجرام السماوية أو حرارة الحيوانات.

وبالمثل، افترض أن الطبيعتين المطلوبتين هما الحركة والسكون، ثمة - فيما يبدو - تقسيم شائع هو أيضا مستمد من قلب الفلسفة، يفيد أن الأجسام الطبيعية إما تدور وإما تتحرك في خط مستقيم وإما تقف وتبقى في سكون، فثمة إما حركة بغير نهاية، وإما سكون في نهاية، وإما حركة تجاه نهاية، يبدو أن الحركة الدائرية الدائمة تخص الأجرام السماوية، وأن المكوث أو السكون يخص كوكب الأرض نفسه، ولكن الأجسام الأخرى التي ينعتونها بالثقل والخفة - أي الأجسام التي هي خارج أماكنها الطبيعية - تتحرك في خط مستقيم تجاه محيط السماء، والأجسام الثقيلة إلى أسفل تجاه الأرض، كل هذا كلام جميل.

والمذنب المنخفض هو «شاهد تحالف»، ورغم أنه أخفض من السماء بكثير فإنه يدور، وقد تم منذ زمن طويل تكذيب الخيال الأرسطي القائل بأن المذنب مربوط بنجم معين أو تابع لنجم معين، ليس فقط لأن تفسيره غير محتمل، بل بسبب الحقيقة الملاحظة لحركة المذنبات الهائمة وغير المنتظمة خلال مناطق مختلفة من السماء.

وشاهد تحالف آخر هو حركة الهواء، الذي يبدو أنه يدور من الشرق إلى الغرب داخل المنطقة الاستوائية (حيث حلقات الدوران أكبر).

ناپیژندل شوی مخ