اورګانون جدید
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
ژانرونه
أكثر المواد حساسية للحرارة بعد الهواء هي في اعتقادي تلك الأجسام التي تم تغيرها حديثا وانضغاطها بالبرد، مثل الجليد والثلج، فهي تبدأ في الانصهار والذوبان مع أهون حرارة، يأتي بعد هذه ربما الزئبق، ثم المواد الدهنية كالزيت والزبد وما إليها ثم الخشب ثم الماء، ويأتي في النهاية الحجارة والمعادن التي لا تسخن بسهولة وبخاصة من الداخل، غير أنها ما إن تكتسب حرارة حتى تحتفظ بها فعلا لمدة طويلة جدا؛ لذا فإن القرميد أو الحجر أو الحديد - الذي تم تسخينه ثم غمس وغمر في حوض من الماء البارد - يحتفظ بكثير جدا من الحرارة بحيث لا يمكن لمسه لمدة ربع ساعة تقريبا. (40)
كلما صغرت كتلة الجسم زادت سرعة احتراره عندما يوضع بقرب جسم حار، وهذا يثبت أن كل حرارة نعرفها في خبرتنا هي - بشكل ما - مناوئة لمادة عينية.
19 (41)
الحرارة شيء متفاوت ونسبي فيما يتعلق بالحواس وباللمس البشري، فالماء الفاتر يحس حارا إذا كانت اليد باردة ، ولكنه يحس باردا إذا كانت اليد حارة. ••• (14) قد يرى أي شخص بسهولة كم هو قاصر على هذا التاريخ الذي أقدمه، إذ كثيرا ما أضطر في القوائم السابقة إلى استخدام عبارات «أجر تجربة» أو «أجر مزيدا من البحث»، ناهيك عن حقيقة أنني بدلا من التاريخ المحقق والشواهد الثابتة أضع تقاليد وحكايات (وإن نوهت إلى أن مصداقيتها أو سلطتها مشكوك فيها). ••• (15) أطلقت على مهمة ووظيفة هذه القوائم الثلاثة «عرض الشواهد أمام الذهن»، وبعد أن تم العرض يجب أن يبدأ «الاستقراء» نفسه في العمل، فبالإضافة إلى «عرض» كل مثال يجب أن نكتشف أية طبيعة تظهر دائما مع الطبيعة المعنية أو لا تظهر، أيها تزيد معها أو تقل، وأيها تعد حدا (كما قلنا آنفا) لطبيعة أعم، إذا حاول العقل أن يفعل ذلك على نحو إيجابي
20 (وهو ما سيفعله دائما إذا ترك لحاله)، هنالك ستبرز أوهام وتخمينات وأفكار غير محددة ومبادئ تحتاج إلى تصحيح كل يوم، ما لم يؤثر المرء أن ينافح عن الباطل (كشأن المدرسيين)، وإن كانت هذه - بغير شك - ستكون أفضل أو أسوأ بحسب قدرة وذكاء الفكر الذي يعمل، غير أن الله وحده (خالق الصور وبارئها) - أو ربما الملائكة والعقول العليا - من يملك معرفة مباشرة بالصور بالإيجاب ومنذ بداية التفكير. من المتيقن أن هذا فوق قدرة الإنسان، الذي قدر عليه ألا ينطلق إلا من خلال «الأمثلة السالبة»، فلا يخلص إلى «الأمثلة الإيجابية» إلا بعد أن يستنفد كل ما هو مستبعد. ••• (16) لذا ينبغي أن نقوم بتحليل كامل واستخلاص للطبيعة، لا بالنار بل بالعقل الذي هو نار إلهية، والمهمة الأولى ل «الاستقراء» الصحيح هي رفض أو استبعاد الطبائع المفردة غير الموجودة في شاهد توجد فيه الطبيعة المعنية، أو الموجودة في شاهد لا توجد فيه الطبيعة المعنية، أو التي وجد أنها تزيد في شاهد تقل فيه الطبيعة المعنية وتقل عندما تزيد هذه الطبيعة، وليس قبل أن يتم إجراء «الرفض» و«الاستبعاد» على نحو قويم سيتبقى ثمة (في قاع القارورة إن شئت) صورة إيجابية وصلبة وصادقة ومحددة (وقد تبددت الأفكار الطيارة الآن إلى دخان)، من السهل أن نقول هذا، ولكن علينا أن نصل إليه بطريق التفافي، وسأحاول جهدي رغم ذلك ألا أغفل أي شيء يمكن أن يساعدنا في بلوغ هذه الغاية. ••• (17) إذا كنت أعزو ل «الصور» مثل هذا الدور الهام، فلا يحسبن أحد أنني أعني بها تلك الصور التي درجت عليها تأملات الناس وأفكارهم حتى اليوم.
فأنا أولا لا أتحدث في الوقت الحالي عن الصور المركبة، التي هي (كما قلت) تجمعات من الطبائع البسيطة كما هو معهود في الأشياء، مثل: الأسد والنسر والورد والذهب ... إلخ، وسيكون ملائما أن أتناولها عندما آتي إلى «العمليات الكامنة»
latent processes
و«البنيات الكامنة»
latent structures
واكتشافها كما توجد فيما يسمى الجوهر
ناپیژندل شوی مخ