اورګانون جدید

عادل مصطفی d. 1450 AH
108

اورګانون جدید

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

ژانرونه

quid pro quo

كما يسمونه، فيستخدمون الصبر بديلا عن البلسم، والسنا بديلا عن القرفة، كذلك علينا أن نفتش بعناية عما إذا كان ثمة أية بدائل للبرد، أي كيف يمكننا أن نحدث التكثيف بطريقة أخرى غير البرد، يبدو أن هناك أربعة أنواع فقط من التكثيف هي المعروفة حتى الآن؛ «الأول» يبدو أنه يحدث من خلال الضغط البسيط، وهو قليل الجدوى في إحداث تكثيف دائم؛ بسبب مرونة المواد وارتدادها، ولكنه قد يفيد كعامل مساعد، و«الثاني» يحدث من خلال انقباض الأجزاء الأكثف من الجسم بعد تبخر أو هروب الأجزاء الأدق، مثلما يحدث عندما تتصلب الأشياء بالنار أو عندما تسقى المعادن مرارا ... إلخ ، و«الثالث» بدمج الأجزاء المتجانسة من الجسم والأشد صلابة، والتي تم فصلها من قبل ومزجها بأجزاء أقل صلابة، كما في عودة الزئبق المصعد إلى حالته البسيطة، والتي تشغل حيزا أقل بكثير من حالته وهو مسحوق، والشيء نفسه قد يلاحظ في تنظيف جميع المعادن من الخبث، و«الرابع» يحدث من خلال التوافق، باستخدام مواد تتكثف بقوة ما خفية، هذه التوافقات ما زالت حتى الآن غير مدركة، وليس هذا بالأمر المستغرب، إذ ينبغي ألا تتوقع الكثير من بحث في التوافقات قبل أن نحرز تقدما في اكتشاف الصور والبنيات، وفيما يتعلق بأجسام الحيوانات، فمما لا شك فيه أن هناك أدوية عديدة تؤخذ داخليا وخارجيا أيضا تسبب تكثيفا كأنما بواسطة التوافق كما قلت آنفا، أما في الأشياء غير الحية فمثل هذا التأثير نادر، صحيح أن هناك لغطا كثيرا في الكتب وفي الشائعات معا عن قصة الشجرة التي بإحدى جزر الأزورس أو الكناري (لست أذكر أيهما) والتي تقطر بصفة دائمة، ومن ثم تزود الأهالي ببعض حاجتهم من الماء، ويتحدث باراسيلسوس عن عشبة تسمى

Sun-Dew (ندى الشمس) تمتلئ بالندى وقت الظهيرة تحت الشمس الحارقة حين تكون الأعشاب الأخرى جافة من حولها، وظني أن كلتا القصتين خرافية، أما إذا كانت صادقة فإن هذه الشواهد ستكون عظيمة الفائدة وأحق شيء بالدراسة، لست أتصور أيضا أن تلك الأنداء المعسولة - كالمن الذي يوجد على أوراق السنديان في شهر مايو - تتكون وتتكثف بسبب توافق أو خاصية لورق السنديان، ولكن في حين تسقط بالتساوي على جميع الأوراق فإنها تمسك ويحتفظ بها على ورق السنديان؛ لأنه متضام جيدا وليس مساميا شأن معظم الأوراق الأخرى.

أما عن الحرارة فإن لدى الإنسان حقا نصيبا وافرا منها وسطوة كبيرة عليها، غير أن الملاحظة والبحث شحيحان في بعض المسائل البالغة الضرورة مهما تبجح الكيميائيون. فالعمليات التي تتضمن حرارة جد شديدة يتم اقتفاؤها وملاحظتها، أما العمليات التي تتضمن حرارة ألطف وأقرب لطرائق الطبيعة فإنها تغفل ويغض عنها الطرف، ومن ثم تند عن الملاحظة؛ ولذا فنحن نرى في تلك الأفران التي تحظى بكل الاهتمام أن أرواح الأجسام تثار بشدة، كما في الأحماض القوية وبعض الزيت الكيميائية، بينما الأجزاء العينية تتصلب، وأحيانا تتثبت عندما يهرب العنصر الطيار، والأجزاء المتجانسة تنفصل والأجزاء غير المتجانسة تندمج وتتكتل في كتل أكبر، وأهم من ذلك ارتباط الأجسام المركبة، والبنيات الخفيفة تتحطم وتختلط، إلا أن عمليات الحرارة الألطف كان ينبغي أن تجرب وتستكشف، والتي كان يمكن أن تفضي إلى خلق واستخراج أمزجة أخف وبنيات أكثر انتظاما، على غرار عمل الطبيعة وبمحاكاة تأثيرات الشمس، والتي ألمعت إلى أمثلة منها في الشذرات الخاصة ب «شواهد التحالف»، فعمليات الطبيعة تتأدى بأجزاء أقل كثيرا وترتيبات أدق وأكثر تنوعا من عمليات النار كما نستخدمها الآن. إن الإنسان قمين حقا أن يزيد سلطانه إذا ما استطاع من خلال النار والقوى الصناعية أن يحاكي عمليات الطبيعة في النوع، ويتمها في القوة، وينوعها في العدد، وينبغي أن أضيف إلى ذلك: ويسرعها في الوقت، فالصدأ يستغرق وقتا طويلا لكي يعمل على الحديد، ولكن تأثير ال

sesquioxide

يظهر في الحال، وكذلك الشأن مع الزنجار والرصاص الأبيض، والبلور (الكريستال) يستغرق وقتا طويلا حتى يكتمل نموه، ولكن الزجاج ينفخ في لحظة، والصخور تأخذ سنوات لكي تتكون، ولكن قوالب القرميد تخبز سريعا ... وهكذا؛ ولذلك (لكي نعود إلى موضوعنا) ينبغي لجميع تنويعات الحرارة مع تأثيراتها المقابلة أن تجمع من كل مصدر وتدرس بجد ودأب: حرارة الأجرام السماوية خلال الأشعة المباشرة والمنعكسة والمنكسرة والمركزة في العدسات الحارقة وحرارة البرق واللهب والفحم المتقد ولهب المواد المختلفة، النار المفتوحة والنار المغلقة والنار المقحمة والنار المحتدمة، النار المعدلة بمختلف مواد الأفران، النار المثارة بالنفخ، النار الهادئة وغير المثارة، النار على مسافات مختلفة، النار وهي تسري خلال مختلف الوسائط، الحرارة الرطبة، مثل

Mary’s baths ، الروث، الحرارة الخارجية للحيوانات، الحرارة الداخلية للحيوانات، القش المخزون في مكان مغلق، الحرارة الجافة، مثل الرماد والجير والرمل الساخن، وكل صنف حقا من الحرارة بدرجاتها.

وعلينا فوق كل شيء أن نحاول أن ندرس ونميط اللثام عن تأثيرات وعمليات اقتراب الحرارة وابتعادها بالدرجات، وبالتدريج وباطراد وعلى فترات وعلى مسافات محددة وفترات محددة من الوقت، هذه التفاوتات المنظمة هي حقا بنت السماء وأم التكوين، ولا تنتظر أي نتيجة عظيمة من حرارة عنيفة مفاجئة أو منقطعة، وهذا شيء واضح جدا حتى في حالة النباتات، ولكن هناك أيضا تفاوتا عظيما في الحرارة في أرحام الحيوانات من جراء الحركة والنوم والطعام وانفعالات الأنثى الحامل، وأخيرا في رحم الأرض نفسها، الرحم الذي تتكون فيه المعادن والأحافير، يجد هذا التفاوت مكانه وقوته؛ الأمر الذي يكشف جهل بعض الخيميائيين من المدرسة المصلحة الذين ظنوا أن بوسعهم بلوغ طموحاتهم عن طريق الحرارة الثابتة للمصابيح وما شابهها من الأشياء تحترق بمعدل ثابت مطرد، وبحسبنا هذا من حديث عن عمليات وتأثيرات الحرارة، فليس هذا وقت بحثها بدقة قبل أن يتم بحث صور الأشياء وبنيات الأجسام ويكشف عنها الغطاء، فعندما تتم لنا معرفة النماذج سيكون الوقت قد أذن لكي نبحث عن أدواتنا ونستخدمها ونهيئها. (4)

طريقة العمل الرابعة هي بالاستمرارية والمواصلة (مرور الوقت) وهو أمين مخزن الطبيعة وناظرها، وأمين صندوقها بمعنى ما، وأنا أسميها الاستمرارية عندما يترك جسم ما لحاله فترة معتبرة من الزمن، محميا ومحصنا طوال ذلك من كل قوة خارجية؛ لأن الحركات الداخلية تشرع في ممارسة ذاتها والكشف عنها عندما تتوقف الحركات الخارجية والعرضية. إن أعمال الزمن لأدق وأخفى دبيبا من أعمال النار، فالنبيذ لا يمكن أن يبلغ ذلك الصفاء بالنار مثلما يبلغه من خلال مرور الزمن، ولا الرماد الذي تخلفه النار بأدق من التراب الذي تتحلل وتئول إليه الأشياء بكر العصور، وإن الدمج والمزج الفوري الذي تحدثه النار على عجل لأدنى بكثير من ذلك الذي يحدثه مرور الزمن، وإن التكوينات المتعددة والمتباينة التي تتخذها الأجسام خلال مرور الزمن (مثل أشكال التحلل المختلفة) لتفسدها النار أو الحرارة المتوسطة؛ لذا فنحن لا نخرج عن الجادة إذا سجلنا أن حركات الأجسام التي انحبست تماما تمارس نوعا من العنف عليها؛ وذلك لأن الحبس يعيق الحركات التلقائية للجسم، وعليه فإن مرور الزمن في وعاء مفتوح يحفز الانفصال، وفي وعاء محكم الإغلاق يحفز الامتزاج، وفي الوعاء المغلق بلا إحكام - بحيث يسمح بقليل من الهواء - يحفز التعفن، على أن شواهد عمل الزمن وتأثيراته ينبغي حقا أن تلتمس بدأب وتجمع بعناية من كل صوب وحدب. (5)

توجيه الحركة (وهو الطريقة الخامسة من طرق العمل) له أيضا تأثير لا يستهان به، وأنا أطلق هذا الاسم عندما أتحدث عن جسم يلتقي بآخر فيوقف حركته الأصلية أو يطردها أو يسمح بها أو يوجهها، وهو يتمثل عادة في أشكال الأوعية ووضعها، فالمخروط القائم يساعد على تكثيف الأبخرة في الإمبيق، أما المخروط المعكوس فيساعد تكرير السكر في الأوعية المستقبلة، وأحيانا ما يكون الالتواء مطلوبا، وأحيانا الضيق والاتساع على التوالي وهكذا، وكل تقطير يعتمد على هذا المبدأ: أن يفتح الجسم المتلقي الطريق لشطر من الجسم المتلقى ويغلقه عن شطر آخر، وليس كل تقطير أو توجيه آخر للحركة يحدث دائما من الخارج، بل يمكن أيضا أن يتم بواسطة جسم داخل الجسم، مثلما يحدث عندما يوضع الحصى في الماء لكي يجمع الوحل، وعندما تصفى الأشربة ببياض البيض فتلتصق به الأجزاء الأكثف ويمكن فصلها بعد ذلك، وقد بلغ الأمر بتلسيوس إلى أن يعزو أشكال الحيوانات إلى هذا التوجيه للحركة، فادعى أنها تعود إلى قنوات وانثناءات الرحم، وقد كانت تلك ملاحظة خرقاء وسطحية، وقد كان عليه أن يلحظ تكوينا مماثلا للأجنة داخل قشرات البيض جميعا، حيث لا تعاريج ثم ولا تفاوت، من الحق رغم ذلك أن توجيه الحركة يمنح الأشكال في حالة الصب والقولبة. (6)

ناپیژندل شوی مخ