مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
47

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

خپرندوی

مكتبة الفلاح

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

ومن أوضح ما ينفي هذا القول قوله تعالى: ﴿اتَّخَذوا أحْبَارَهم وَرُهْبَانَهمْ أَرْبَابًا مِنْ دونِ الله وَالْمسيحَ ابْنَ مَريَمَ﴾ (١)، وقد سقنا فيما سبق تفسير الرسول ﷺ للآية، وأن المراد بعبادتهم إياهم اتباعهم في التحليل والتحريم بعيدا عن شرع الله. واسمع إلى مقولة فرعون وملئه عندما طالبهم موسى وهارون بالإيمان. (فَقَالوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثلْنِا وَقَوْمهما لَنَا عَابِدُونَ﴾ (٢). يقول الطبري في تفسير هذه الآية: "لنا عابدون: يعنون أنهم لهم مطيعون متذللون، يأتمرون لأمرهم، ويدينون لهم، والعرب تسمي كل من دان لملك عابدا له" (٣). وقال الطبري في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمنوا كلُوا مِنْ طيباتِ مَا رَزَقْنَاكمْ، واشْكروا لله إنْ كنتُمْ إياه تَعْبدونَ﴾ (٤). قال: "إنْ كنتم إيّاه تعبدون: يقول: إن كنتم منقادين لأمره، سامعين مطيعين، فكلوا مما أباح لكم أكله، وحلله وطيبه لكم، ودعوا في تحريمه خطوات الشيطان" (٥). وهذا الذي سقناه يردّ على ابن تيمية في قوله: "ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدا له" (٦).

(١) سورة التوبة / ٣١. (٢) سورة المؤمنون / ٤٧. (٣) تفسير الطبري (١٨/ ١٩). (٤) سورة البقرة / ١٧٢. (٥) تفسير الطبري ٢/ ٥٠. (٦) العبودية (ص ٤٤).

1 / 52