[48_2]
وغيرهم من الأئمة كانوا مولعين بهذا اللعب منذ أوائل القرن الثاني.
ومن رسالة: فإن الفتنة تتشوف لأهلها بآنق منظر، وأزين ملبس، تجر لهم أذيالها، وتعدهم تتابع لذاتها، حتى ترمي بهم في حومات أمواجها مسلمة لهم تعدهم الكذب وتمنيهم الخدع، فإذا لزمهم عضاضها، ونفر بهم شماسها تخلت عنهم خاذلة لهم، وتبرأت منهم معرضة، قد سلبوا أجمل لباس دينهم واستنزلوا عن أحصن معاقل دنياهم، من الغناء البهي منظره، الجميل أثره، حتى تطرحهم في فضائح أعمالهم، والإيجاف في التعب، وسوء المقلب، فمن أثر دينه على دنياه، تمسك بطاعة ولاته، تحرز بالدخول في الجماعة، تاركا لا ثقل الأمرين، وأوبل الحالين.
ومن رسالة له في وصف الصيد كتب بها إلى مروان فيما يظهر.
. . . خرجنا إلى الصيد بأعدى الجوارح، وأثقف الضواري، وأكرمها أجناسا، وأعظمها أجساما، وأحسنها ألوانا، وأحدها أطرافا، وأطولها أعضاء قد تثقفت بحسن الأدب، وعودت شدة الطلب، وسبرت أعلام المواقف، وخبرت المجاثم، مجبولة على ما عودت، ومقصورة على ما أدبت. ومعنا من نفائس الخيل المخبورة الفراهة، من الشهرية الموصوفة بالنجابة، والجري والصلابة. فلم نزل بأخفض سير وأثقف طلب، وقد أمطرتنا السماء مطرا متداركا فربت الأرض منه، وزهر البقل، وسكن القتام من مثار السنابك، ومتشعبات الأعاصير، مهلة أن سرنا غلوات، ثم برزت الشمس طالعة وانكشفت السحاب مسفرة، فتلألأت الأشجار، وضحك النوار، وانجلت الأبصار، فلم منظرا أحسن حسنا، ولا مرموقا أشبه شكلا، من ابتسام نور الشمس عن اخضرار زهرة الرياض، والخيل تمرح بنا نشاطا، وتجذبنا أعنتها انبساطا، ثم لم نلبث أن علتنا ضبابة تقصر طرف الناظر، وتخفي سبيل السلام، تغشانا تارة، وتنكشف أخرى ونحن بأرض دمثة التراب، أشبه الأطراف، مغدقة الفجاج، مملوءة صيدا من الظباء والثعالب والأرانب، فأدانا
مخ ۴۸